بسم الله الرحمن الرحيم
إلـــــــى الحبيبة الغاليـــة ...........
ترحل بي قافلة الأيام عبر الزمن المرير ..
تمر بي بصحراء الوحدة لتقف بي على رمال الحزن ........
تتلهتني ذراته.. وأسال الله الطف وترفعني رحمة ربي وينقدني شئ في داخلي
موجود هو إيماني بالله وبما قدره لي .
وأهرب من حزني لأسكن كهوف الوحشة لأنقد نفسي من الحزن
فأجده قد سبقني وكأنه يقول لي أنا أنت .
كابوس قاتل يقتلني في اليوم ألف مرة ...
أنه يوم وداعك صورة لكابوس ملء حياتي
حبيبتي ودفئ وبر أماني .. أمـــــي
كم أشتاق حتى لكلمة أمي حتى فمي متعطش لنطقها جفت أنهار حلقي
من هذه الكلمة لم يبقي سوى صداها في داخلي يحتضر حزناً .
لو يعرف بعض من ينطقها كم غالية هذه الكلمة لا تقاس بثمن .
تمر عليا هذه الأيام ذكري عيد الأم وكأن ليس للام وجود الا ذاك اليوم
أما بالنسبة لي فكان كل يوم هو وجودكي وعيدك انطفأت شموع عيدك يوم وفاتك
لم يبقي شئ احتضانه فيك سوى ذكرياتك ....؟
تلاش عيدك كما تلاشيتي ..
حناني الضائع أشتاق جداً لدفئك الذي يسري في عروقي فأين أنت من هذا العالم؟
أني أفتقدك في كل أجزاء جسمي وكل ما حولي ...
طفلتك تموت كل يوم من عطش حنانك ومازالت كما تركتها تحبو على أرض
الذكريات تعيش أيام من الغربة غربة الأحباب وأنت هم الأحباب أم ترأني
أنا الغريبة أعيش بين ألم وأنين أضمد جرح أنزف جميع جروحي .
فلمن الجأ في غربتي لغير الله
لا أحد يسمعني ويمسح دمعتي بالصبر سوى خالقي .
وأحمده على كل حال ...
وليس معني كلامي هذا بأني معترضة والعياذ بالله على حكمه لا لكنها
مجرد نبضات قلب حزين نبضات تشتد بي وتخرج في كتاباتي .
سنين مرت على رحيلك كخريف لا ينتهي وسنين كنتِ معي كأنها ربيع هاجر
لغير رجعه ليحل محله خريف طويل طويل
وحين تمر عليه سحابة الصيف تحرق ذكريات ذاك الربيع لتصبح رماداً أمام
ناظري وتأتي دموع الشتاء لتنسف ماتبقى وأنا واقفةٌ أنظر وكأني في
لحظات توقف مع ذاك الزمن ..
أنتظر كطفل لديه أمل بأن يراك ..
حاولت مرراً الخروج من كهوفي لكني فشلت وأعترف بأني فشلت لكني
لم أهزم ومازالت أحاول لكن هذا القلب يبكيني حزناً فحين أسمع دقاته
الحزينة أعتصر آلم أحس بأن أشياء في داخلي انتزعت من مكانها
رحلت مع رحيلك وتركت ثغرات لا تحصي فصدي نزيف هذا القلب اسمعه
في تلك الثغرات ..
فيا حزناً كتم أنفاسي .. ترفق بي ترفق بدموعي المسكينة التي أصبحت تسبق
الزمن وكأنه على موعد معك
فيا حزن أن لم تترفق بي فلهيب الشوق أحرقني
مللت قلم الألم هذا ومل مني, فدعني يا حزن أكتب سطر واحد يكون عكس أسطرك
التي حفرتها في حياتي .
ثم إلى ما أنتظر .. انتظر المستحيل ..أكذب على نفسي وأصبرها
وأمسح دمعتي وأقول سأراكي يوماً
أحس بك في زوايا حياتي المظلمة أنت شمعتها مازالت لمسات
دفئك في أركان حياتي ..
وتنذرف دموعي لتشق بحر في محيط أحزاني ولكني حاولت مراراً أن أدفن
حزني لكنه غلبني
فأنني أحس بنفسي ميت في صورة حي ..
أنفاسي ... وكأن قطار عمرك توقف في لحظات سير كانت جداً قصيرة
طفلتك التي تركتها داهمتها شيخوخة الحزن أصبحت كالشجرة اليابسة
سقطت منها أوراق بهجتها جذورها عطشانة لترتوي من حضنك وأغصانها
تنتظر شمس دفئك فإلى ما الانتظار .
مازالت أعيش فجر ذاك اليوم الكئيب أتنفس لحظاته ..
كل شئ في ذاك اليوم ودعكي إلا أنا فأنني كنت أبحث عن حضنك
وعندي أمل بأن أجده ولكن ....... تلاشيتي أذبتني وذبتي أحرقتني نيران فراقك
أسال الله الصبر
مازالت أعيش يوم رحيلك يوم غسلتني بدموعك وقبلاتك واحتضانك
لكني كنت أصرخ في أعماقي بأنك لن ترحلي
وجرفتني دموعي ودموعك حتى أفقت في بحر دموعي لا قارب ولا مرسى
ولا بر أمان لا شئ معي.. سوي سوى خالقي .. وأحمده على كل حال
وأجد نفسي أصبر نفسي كطفل .. مللت صرخاته .. يؤلمني صراخه
لكن ليس لدي ما يسكته .. ما يفرحه ....... فأرجع وأحتضنه وأبكي لبكائه
يا منى الروح هاجرة طيور فرحتى معكِ .. لم أطمع من الدنيا إلا بوجود كي معي
مازال بين أضلعي نزيف قلب يحتضر .....وأسال الله الصبر ثم الصبر
ولا شئ سوى الصبر
كل شئ يمكن أن يكون لفقدانه بديل الأ أنت فلم يكن لك بديل من يضاهي
حبك وحنانك وما أعطيتني....... من ؟
في عزلة هذا الليل الطويل كانت أبنتكِ ههنا تناجيكِ
أمي وجودي يا أغلي أحبابي فارقتني وصبرت وتوالت ورائكِِ أحزاني
وأيضا صبرت .. تواريتي تحت التراب وسكنتي مسكنك وصبرت
وتركتني بلا مأوى
حتى أبي الذي هو غطائي الدافئ الذي تركته
أخذته رياح الوداع ورحل عني ليكون معك فأسال الله الصبر
ولا أريد لأحد سواء ربي أن يمسح دمعتي فيارب أسالك الصبر .. ثم الصبر
وأرجع إلى كهف وحشتي وحنيني إليكِ لأنام في قوقعة الحزن
لا أنيس لي سوي ربي و دمعة تشاركني وسادتي
فوداعاً يا زمني الماضي والحاضر يا أمي .. وأدعو الله أن يرحمك
ويرحم امة محمد رحمة عامة ويجعل مثواك الجنة وأسال الله الرضا ورضاك عني
*** وتقبلوا خالص محبتي أخوكم شيخ الغلا ***
من مذكرات حياتي