بسم الله الرحمن الرحيم
ذاكرة حية
ءيتما لقرطاس ءيتما واوال بمعنى نفد الرصاص ونفد معه الكلام.
بهده العبارة القاطعة ختم المقاوم الكبير الشيخ الحاج عبد الله زكور المواجهة المحتدمة التي كان قد أشعل فتيلها سنوات طويلة خلت ضد المستعمر الفرنسي الذي كان يستعجل إستكمال هيمنته على البلاد.
زمان العبارة سنة 1934.
مكانها.
قبيلة أيت عبد الله بالأطلاس الصغير المجاورة لوادي أملن.أبطالها رجال ونساء القبيلة بزعامة الشيخ الحاج عبد الله زاكور .
كان المحتل يتقدم في إتجاه معقل المقاوامة الحصين في سوس جبال الأطلاس الصغير بعد سنوات من الإقدام والتراجع ومسافات من الجثث والوقائع الرهيبة وكانت مخلفات حملة الهيبة مازالت في النفوس وبطولات الزياني والخطابي تكهرب الأجواء وتلهب المشاعر كما فشل عملاء المستعمر من قواد ونخب محلية في تيسر عملية عبوره وإحدات شبكات
طرقية والمراكز المطلوبة كاطارلتجدير السلطة الأجنبية ذلك أن الخصم
كان عنيدا ووريثا لتاريخ ملحمي عبق بنفحات الحرية وبعد الوقفات الصلبة
لآيت بعمران لم يكن أحد ينتبه إلى الشيخ قبيلة مغمور وهو يمترس بين الأوعار الصخرية ويتحدى جيشا نظاميا مسلحا على أحدات طرزا لأن الفرنسيين لم يكونوا يعرفون الرجل عن قرب ولأنهم أشتروا نماذج بشرية سيئة وكثيرة في طريقهم فقد أعتقدو أن الشيخ نمودج ممثل فوضعوا بين يديه قفة ضخمة من العملة ذات البريق الساحر واعتدر الشيخ وقد إشتغل غضبا أهذا هو ثمن أيت عبد الله إن المحتل الذي لم يكن مقدس شيئا في هذه البلاد الغريبة عنه لم يكن يعلم أن أرضها مزيج من طين وعرق ودم وأن مصيرها لاينفصل عن مصير الإنسان الذي هو قمة تعلو على سوق العرض والطلب..... وكان الكلام الفصل دعوالغة السلاح تتكلم مادامت لغة البشر لا تجيد حسم المواقف وكانت المواجهة بين صاصبو و بوشفر العتيقين والموشوحين بنقوش فضية وبين المدافع الرشاش .
لقدخطط الفرنسيون لشق طريق تصل تارودانت بأيت عبد الله عبر توفلعزت وإدوسكا ليصلها بطريق أيت بها و تافراوت ويحيط بالمنطقة كالسوار بالمعصم وقد تساقطت تحت رمضات رشاشة القبائل التي مر عليها وبقي الشيخ وحده صامدا سنوات طويلة يخطط من قريته زغنغين لرد الهجمات وقد نفدت كل وسائل احتوائه وتذجينه
وقد رد أخر الوفد المفاوضة التي جاءت بعد طول مواجهة تعرض السلام وتفسر موقف الفرنسيين .. إننا نهذف إلى شق الطريق وليس إلى الإحتلال ورد الشيخ ساخرا..أغراس؟ أغراس ؟ إكان أكل .وضل يرقب عن بعد تسلق الفيالق الأجنبية لأوعار إسندالن تتقدمها حشود المرتزقة لاليجو و ساليكان ووراء الجيش بعض أبناء القبائل التي تم إحتلالها يحملون على بهائمهم أحمل المؤن والزاد التي نهبها الجيش من خزائنهم وقلاعهم إيكيدار .
وفي صبيحة يوم أمسكت الجبال الصخرية الرمادية أنفاسها وانكمشت نباتات الشيح والزعتر على نفسها أمام غطرسة الأحدية العسكرية الغليضة وسنابك. الغزاة .
كان الشيخ الحاج عبد الله زكور وجموع المقاومين الذين معه من قبيلته أو غيرها
قد أنتظموا واحتلوا مواقعهم في القمم أو الفجاج على حدود إدوسكا و أيت عبد الله
وكانت جموع الجيش الفرنسي كثيفة بصورة غير معتادة وكان الترقب والصمت كل شئ كان يذل على أنها المعركة الفاصلة ........
إندلعت النيران الأولى في وقت مبكر ومتدت المعركة وسمعت النساء تاراقا الرشاش .الدواوير المجاورة وهي تحصد أجساد المحاربين وكانت المفاجأة التي لم يتوقعها أحد سرب من الطيورالحديدية ذات الهدير المرعب تقدم من الأفق وتلقى حمولتها المتفجرة على المقاومين وعلى قرية الشيخ .تماني عشرة طائرة تقنبل مختلف الأمكنة وتزرع الموت وتختفي في الأفق بعد أن تفرقت جموع المقاومين
في كل إتجاه تاركين أكوما من الجثث .
عند منتصف النهار كان قائد الجيوش الفرنسية في سوق السبت مركز أيت عبد الله
يبحت عن الشيخ ليسأله سؤالا واحدا .مارأيه في هزيمة التي لحقت به ؟؟؟
لقد حسب الشيخ الحاج عبد الله زكور كل حسابات النصر والهزيمة ووضع كل الخطط الممكنة للحرب على الأرض لكنه لم يتصور أن الحرب يمكن تنقض من السماء أيضا .
بعد إستعراض الشيخ الحاج عبد الله زكور ومنحه الأمان عاد من مخبئه ليقابل القائد الفرنسي الذي طرح سؤالا ساخرا فكانت العبارة المثل..إيتما القرطاس إيتما واوال
هي جواب الشيخ الذي أدرك أن لغة الكلام لا تصنع شيئا أمام غدر
لغة الســــــــــــــــلاح
مع تحيات امدوكال الفلسطني