بسم الله الرحمن الرحيم
واجب على شباب الامزيغي يعرف ما يدور من
حولة في سياسة
انظر الى من حولك وتعلم كيف يعملون
ويجري حالياً إدراج هذه اللغة في السنوات الأولى من التعليم الأساسي، كما انها تحتل حيزاً متزايداً في الاعلام السمعي ـ البصري العمومي. وكان المغرب قد أقر تدريس الامازيغية، ورفع نسبة تواجدها في الاخبار والبرامج الاعلامية.
ومن الظواهر الملفتة في الآونة الأخيرة تأسيس حزب امازيغي هو الأول من نوعه في البلاد تحت اسم "الحزب الديموقراطي الامازيغي المغربي"، مع العلم أن القانون المغربي يمنع قيام الاحزاب على أساس اثني أو عرقي. لكن مؤسسة أحمد الدغرني يقول أن حزبه يقوم على أساس حضاري على اعتبار أن كلمة "أمازيغ" تعني "الأحرار"، ويرفع شعار العلمانية متهماً كل الأحزاب القائمة بأن لها بعد ديني وعروبي. فالدستور ينص على أن اللغة الرسمية للمملكة هي العربية، ودينها الاسلام. ويعلق الدغرني على ذلك بقوله: "منذ دستور 1961 تم الاعلان ان المغرب دولة مسلمة ولغتها العربية.. لماذا استثني الامازيغ واليهود والسود واللادينيون؟ اليس فرض اللغة العربية هو اكبر تسييس"؟
هذا ليس رأي كل امازيغ المغرب الذين يشكلون نحو نصف سكان البلاد. وكانت السلطات قد منعت مجموعة امازيغية في بوزنيقة (قرب الدار البيضاء) سنة 2001 من عقد مؤتمر لتدارس أوضاع البربر خشية الاعلان عن تأسيس حزب. لكن الملك محمد السادس ما لبث ان أعلن تأسيس المعهد الامازيغي مع العلم ان الجمعيات الثقافية الامازيغية متواجدة على الأرض منذ العام 1967.
لكن الحدث الأهم خلال الصيف الماضي كان انعقاد الدورة الرابعة "للكونغرس" الأمازيغي العالمي" للمرة الأولى في بلد عربي، وفي مدينة شمال البلاد بين الخامس والسابع من آب بحضور300 ضيف تقاطروا من فرنسا واسبانيا وبلجيكا وايرلندا وهولندا وايطاليا والجزائر وليبيا ومالي والنيجر بالاضافة الى المغرب، وممثلين عن اليونسكو والاتحاد الأوروبي، وبرنامج الأمم المتحدة للتنمية، ومنظمات غير حكومية مهتمة بقضايا حقوق الانسان والتعاون. ورأس الدورة يونس بلقاسم.
ويعود تأسيس المؤتمر العالمي الأمازيغي الى أيلول 1995 في فرنسا (بسانت روم دو دولان). وعقد دورته الأولى في آب 1997 في مدينة طريفة الاسبانية، وعقد دورته الثانية في آب 1999 في مدينة ليون الفرنسية، ودورته الثالثة عام 2002 في ضاحية روبيه الباريسية. وشكل المؤتمر خمس لجان تصب كلها في الدفاع عن حقوق الامازيغ واستنهاض ثقافتهم، على غرار الباسك في اسبانيا، وأهل كورسيكا في فرنسا، والسكان الأصليين في البيرو وبوليفيا والمكسيك ويذهب جناح متطرف الى حد رفض كل ما هو عربي، ويرفضون حتى تسمية "اتحاد المغرب العربي" ويفضلون عليها اسم "المغرب الكبير".
وكما في المغرب كذلك في الجزائر حيث جرت أخيراً انتخابات محلية في منطقة بلاد القبائل أكدت تجذر حزبين ذوي طابع بربري في تلك الارجاء، وهما "جبهة القوى الاشتراكية" بزعامة حسين آيت أحمد، و"التجمع من أجل الثقافة والديموقراطية بزعامة سعيد سعدي. والحزبان اللذان يدافعان عن الهوية الامازيغية ينئيان بنفسيهما عن الصيغة العرقية أو الجهوية من حيث المبدأ. وكان الرئيس بوتفليقة قد عمل على "دسترة" الامازيغية في وقت سابق من العام الماضي، وأعطيت اللغة البربرية صفة "الوطنية"، وان لم تعط صفة "الرسمية"، لما لذلك من انعكاسات على الحياة العامة. ورغم ان امازيغ الجزائر يشكلون نسبة بحدود 15 في المئة من مجموع السكان، الا أنهم متواجدون بقوة في كافة مفاصل الحياة السياسية والاقتصادية والاعلامية. وقد أدخل تعليم الامازيغية في المدارس ابتداء من السنة الرابعة ابتدائي. وتجري هناك ايضاً محاولات لوضع معجم لهذه اللغة الموزعة على عدة لهجات قبائلية وشاوية ومزابية وطرقية.. ولا يمضي اسبوع دون الاعلان عن حدث ثقافي او تظاهرة فنية امازيغية: صالون للكتاب نظمته "المحافظة السامية للامازيغية" في مدينة البويرة في الأسبوع الأول من أيلول الماضي ـ مهرجان للفيلم الامازيغي احتضنته مدينة غرداية في الأسبوع الأخير من الشهر ذاته، وهو يقام للمرة السادسة ـ مهرجان للشعر الامازيغي يقام أواخر هذا العام في مدينة أقبو الخ...
لكن التطور الأكثر اثارة هو الذي جرى في ليبيا حيث يعيش الأمازيغ حول جبل "نفوسة" غرب البلاد في مدن جادو ويفرن وزوارة. وقد أشعل فتيل صحوتهم سيف الاسلام القذافي رئيس "مؤسسة القذافي للاعمال الخيرية" حين زار مناطقهم في أيلول الماضي، وانتقد في خطاب له في بلدة يفرن قانون 24 لعام 2001 الذي يمنع الامازيغ من تسمية أبنائهم بأسماء غير عربية واصفاً اياه بالقانون "التاقه والمضحك والمثير للسخرية"، متنبئاً بأن مصيره سيكون الى الزوال "مثله مثل المحاكم الثورية". وتساءل عن أسباب منع تدريس الأمازيغية في الوقت الذي تدرس فيه لغات افريقية اخرى مثل الهوسا والسواحلية في الجامعات الليبية؟ وأعلن أن الامازيغية ستحظى بدعم من قبل مؤسسته، خاتماً اللقاء بقوله: "اذا تعرضتم للمضايقات من قبل اجهزة الأمن وغيرها، فقولوا إن سيف الاسلام يقول أنا أمازيغي".
كان ذلك كافياً لكي تزدهر على اسطح البنايات وعلى واجهة المحلات في اليوم التالي اللافتات المكتوبة بأحرف أمازيغية، وتقام الحفلات الغنائية على أنغام موسيقا وأشعار أمازيغية، تحية للعيد 36 لقيام ثورة الفاتح! وكان مؤتمر المعارضة المنعقدة مؤخراً في لندن قد تبنى مبدأ الاعتراف بالهوية الامازيغية، مع العلم ان المازيغ ليبيا هم بحدود عشرة في المئة من السكان..
هذه الملامح العامة للصحوة الامازيغية في اقطار المغرب ليست بالضرورة عامل تفكك بل ربما زادت من تلاحم شعوب المنطقة باستيعاب كل مقومات شخصيتها وثقافتها وتاريخها..
مع تحيات امدوكال الفلسطيني