بسم الله الرحمن الرحيم
ماذا تعرف ايها الاخ او ايها الاوخت عن الحلي الامزيغي الاصيل
نريد ان نعرف اخواننا على الكنز الامزيغي في الحلي
المجوهرات الأمازيغية من المجالات التي أبدع فيها الاجداد. بتصاميم متنوعة ورائعة . ففي معضمها تعتمد في صناعتها على الفضة والأحجار الكريمة. فكلما كان وزن الحلي ثقيلا وكثرت زخارفه والأحجار المستعمل إلا وزاد ثمنها
ينغمس المسمار في جداول الفضة ويصغي إلى انطباعات الصانع ليعيد تشكيلها وصياغتها بلغة معدنية رفيعة تسر الناظرين ، حيث تتجلى عبقرية الصانع وهو يخطُّ الأفكار باليد لا بمفاتيح الآلة ... تضع المتلقي أمام جغرافية جمالية تمتاز بلمساتها الخاصة وروح التشكيل الأنيقة والاحترافية ، فالحجر الناعم قد يوحي بالرطوبة والنداوة فيما يشدك الحجر المنقوش إلى لمسه ، وقد يكون الألماس رمزاً للقوة وربما يعود هذا لقسوته وصلابته والهيبة التي ينشرها من حوله ... أما الحلي فهي من القطع الفنية التي تزداد قيمتها مع مرور الزمن لأنها تزخر بلمسات غنية تجمع بين ألوان متباعدة أحيانا، ومتقاربة أحيان أخرى ، تسهم في إثارة الدهشة لما تُضفيه من سحر وبريق، لكن القيمة الحقيقية للحلي التقليدية تكمن في تحريرها من تقييمها المادي ، لأنها تمثل أحد روافد الأصالة والعمق التاريخي " للأمازيغ " في التراث المغربي ، ولهذا فهي ترتكز أساساً على التقويم المعنوي ، أي القيمة الشكلية والتشكيلية لما تحمله من دلالات ورموز في اللون والشكل ....
هي صناعات حرفية يدوية لم يصل إليها هدير الآلة، لهذا تبدو المجوهرات كالنساء لكل واحدة شخصيتها الخاصة والمختلفة، صناعات تؤمن بعلم الأحجار وتأثيرها على الإنسان وتخلق بُعْدًا مكانيا فوق جيد المرأة، ولا تبيعها الأحلام الملونة كما تفعل الموضة ، فالموضة زائلة والفن باقٍ
بساطة لم تُصَمم للبيع ، بل هي ذاكرة ملتهبة تتوارثها الأسر
تتمتع الزخارف الأمازيغية بحساسية فطرية عالية تجمع بين حقول تشكيلية مختلفة وأشكال هندسية بديعة بكل ما تجود به الذاكرة الشعبية من وشم ورموز ونجوم يشعر المتأمل لهذه التحف وكأنها شخصيات على وشك الاحتفال بفرح أو عيد ، وهي في مجملها قِطَعٌ ناذرة لن تجد لها نظيرا ، لأنها بكل بساطة لم تُصَمم للبيع ، بل هي ذاكرة ملتهبة تتوارثها الأسر.
الزمرد في الأساطير أمثولة الديمومة ورمز الخصوبة
نساء الأمازيغ يصنعن مجوهراتهن حتى من قبل أن يأتي العريس وغالبا ما تكون هذه المجوهرات خارجة عن المألوف ،لأنها قطع فريدة تُصنع لمناسبة فريدة ....
تعمل أيادي الصناع على تحويل صفائح النحاس والفضة إلى لوحات فنية معبرة. وتستمر في الطٌرق على السبائك لتطويعها حسب إيقاعات الأشكال ورغبات الصور، التي تََتَعَتَّقُ تارة بالذهب وتارة بالخرز، وأخرى بالزمرد حسب ما تتلوه الأساطير حول بركات المعادن ، فالزمرد مثلا حافل بالأساطير، وهو من الأحجار الكريمة المهدئة للأعصاب والمريحة للنفس ، ولاستخدامه صلة باستمالة الآخر وحدٌة البصر وحُسن البصيرة ، فهو رمز الخصب وأمثولة الديمومة ، رَصَّعَ لهذا الغرض تيجان الملوك وخطف ألباب الناس. وقد كان المصريون القدامى يستخرجونه من قرب البحر الأحمر، حيث مناجم كليوباترا المعروفة منذ القرن الثاني قبل الميلاد
ولحجر الزمرد تأثيرات إيجابية على القوى النفسية، وتنميتها وإراحة الأعصاب إذا استخدم في حالات التأمل .... ويساعد فرك جفن العينين وتعريضهما للطاقة الخضراء المنبعثة من الزمرد في التخفيف من ألم العين المتعبة أو الضعيفة أو المرهقة. واستخدم الزمرد في الخلخال والسوار كمسكِّن لآلام مفاصل اليدين والمرفقين والكتفين.
ويعد الزمرد من أكثر الأحجار الكريمة شيوعا وانتشارا، وقد قيل في تصنيفه أن خيره المعروف بـ "الظلماني" مشبع الخضرة، ثم "الريحاني" ثم "السيقي" وهو مشبع الخضرة لكن قليل الماء ويُسَمَّى مغربيا، وهو المستخدم عند الأمازيغ الذي برعوا في صيانته بحيث يتوجب دهنه بزيت الكتان ليزداد رونقا ولمعانا يضفي على مجوهراتهم شلأّلا من الأناقة.
إن وظيفة المجوهرات، ليست زينة فقط، فهي تحكي أساطير الماضي وتقاليد حضارة عتيقة رمزية أكثر منها فعلية، ومنها من يترك أثرا لا يُنْسَى، ولعل المثل المتداول هنا يعتبر اقتناء هذه التحف كالبحث عن كنز مفقود، خصوصا مع بروز ظاهرة الأجانب الذين يجوبون الأرياف والقرى بحثا عن هذه النماذج التي تكاد تصبح مفقودة، وكذا تهافت السياح على المناطق الريفية جريا وراء فك رموز ذلك السحر الغامض الذي يلف تلك المجوهرات التي ترتاح أمامها العين لفرط الرقة والاتزان بين الضوء والظل المنبعثان من ثنايا تلك الأطقم والقطع من المجوهرات، وسحر شفافية ألوانها المختلفة التي اختارت الفضة كلون للصفاء ونقاء السريرة. فهي تمتاز بالقوة من حيث عناصر التكوين التي تزخر بخصوصية أسلوبية وإبداعية ، سواء من حيث الموضوع أو التقنية ، كنبضات فطرية تعود بنا إلى عفوية الإحساس بجمالية الموجودات والأشياء ، تُهَذٍّبُ الذائقة البصرية وترتقي بالرؤية الإبداعية قصد إضاءة الأعماق ومداعبة الخيال المرتعش بالإثارة.
أساور الأمازيغ تنضح بعبق الماضي ونبض الحاضر، لا تملك إلا أن تقف مبهورا أمام روعة التصميمات ودفئ الألوان وتناغم التفصيلات، فيغمرك إحساس عميق بالجمال، ويدفعك الفضول إلى المزيد من التأمل لملامح ومفردات تفصح عن خبرة فنانين وحرفيين مبدعين وصنعة ماهرة أنتجت مجوهرات نظيفة من الداخل ومشرقة ومتألقة من الخارج، تقوم بتحويل الأحلام إلى حقائق مُجَوهرة وتحف راقية تستجيب لأهواء المرأة وشغفها بالألوان، خاصة تلك القلادات والأقراط التي تتحرك مع كل إلتفاتة أو نسمة هواء لينة بحيث جاءت على شكل طيور وفراشات، سهلة الارتداء ، كما أنها تجمع بين الأنوثة المفرطة والدلال ، وتحمل طابع الأرابيسك
مع تحيات امدوكال الفلسطيني 23.12.2010