رسالة إلى كل ........

مند زمن طويل لم نجلس و لم نتسامر ولم نتجادب أطراف الحديت .ربما لزلت تدكرني , لزلت تدكر إسمي المحصور بين الألف و الكاف . أتدكر حينما حاولت نطقها أول مرة , كم سخرت من دلك الإسم و أضحكك كتيرا أن تدغدغه بين شفتيك . و أن تشتق منه مرادفات مازحا بها. لكن في أعماقك كانت تحمل معاني كتيرة . فهي الأصل هي الجدع و نحن أغصان متناترة هنا و هناك , يوما ما سندبل وتتفرع منا أغصان خضراء نابعة بالحياة.
ربما لزلت تتدكر دلك اليوم من فصل الصيف حين كانت أسرتك الصغيرة تحضرك معها إلى هنا . كي ترى و تعيش و تسمع و تعقل . كنت تسخر من سداجة أمك حين كانت تعرفك بالنساء كانت كلما عرفتك بواحدة إلا و قالت إنها من العائلة . أي إنها من نفس الجدع . كنت تتهرب من تجمعات النساء اللواتي كن يجتمعن كل مساء في أزقة الدوار لأنه كانت ترهقك أسئلتهن و سلامهن المطول , غالبا ما تسألك إحداهن : " إزد أورياك تسنت ؟؟؟" . فتبدئ بتعريف مطول و ممل بالنسبة لك و تختم حديتها بالحكي عن طفولتك و عن والدتك و أحيانا عن أسرتك كلها . أدكر كم كنت تكره دالك .
كنت تحب الفتياة و السباحة في خزان المياه الكبير المليئ بالماء والأوحال . كنا نغضب كتيرا حبن نجده فارغا فدلك كان يكلفنا عناء السير لمنطقة بعيدة أخرى . كان هدفنا الإستحمام و السباحة , نستمتع كتيرا بالغطس و المشاكسة . أحيانا كنا نتجادب أطراف الحديت إلا أن حديتنا لم يكن عن شيئ سوى عن الفتيات , وعن بطولاتنا في إيقاعهن . كلما إسترسلنا في الحديت كنا ننظر إلى الساعة , فالرابعة تعني الشيئ الكتير . فهي وقت المغادرة وأخد حمام من مصدر المنبع حيت الماء العدب والنقي . الكيس الدي كنت تحمله معك كان دائما مليئ بالمفاجاة , فبالإضافة إلى كريم الشعر الي كنت تتقاسمه معي . دلك العطر الدي كان يميزك فكلما وضعته بدأة بمدحه لي. كم كنت أمقت دلك , لكني لا أظهر غضبي كنت أقول لك :" إن جمال الرجل في خشونته". دلك المتال الدي سمعته يوما وكنت أردده دائما . لكن بعد الساعة الرابعة إكنتشفت العكس أن جمال الرجل في و سامته . و أن متالي السابق لا يصلح لهدا السن سن المراهقة أو الشباب . بل هو لمرحملة ما بعد الزواج .
لقد دكرتات الساعة الرابعة مرتين دون أن أدكرك بها . إنها الوقت الدي يباح فيه الجلوس مع الفتياة . التسكع في دلك الوادي الطويل على جنباته تلك الحقول البسيطة التي تغطيها أشجار اللوز و الزيتون . دلك الوادي الدي الدي تغطي جنباته المجاورة منازل مهدمة و أطلال غابرة وكترة الأحجار المتنانترة هنا و هناك , تسمعنا صدى الماضي صدى سنوات مضت . لزلت أستحضر تلك الأساطير التي تحكى عنها . كانت بالنسبة لمتمدن متلك ليست سوى ضربا من الخيال . أما أنا فكنت أبقي على شيئ منها في داكرتي . لكن هدا الكلام لم يكن يتير إنتباهنا كتيرا , خلال هده الفترة . فالوقت قصير و غروب الشمس يعني إنتهاء و قت التسكع في الوادي . أتدكر كم كنا نكره دلك الوقتت ؟؟؟. فهو يلزمك بتوديع رفيقتك ,كم تكون خطواتك بطيئة و أنت تهم بإيصلها إلى دوارهم المحادي للوادي . تحاول أن تسرق من الوقت الدي و ضعته العادات و التقاليد , فيكفي أن يراكما أحدهم بعد غروب الشمس أنت و فتاتك ليطلق عنان لسانه و ينسج الأساطير و الكل كان سيصدقه ر غم إفترائه في بعض الأحيان . لأن لديه حجة : " أوفيختن زرينت تيودش خ إيران ....." . لا فتاة كانت تحب أن تسمع إسمها بين تلك العباراة . لأن دلك كان سيجلب لها العار و يدفع الاخرين إلا التهكم بها . لحسن حظك لم تقع في متل هدا الموقف , لأنك كنت تعرف كيف تسرق من دلك الوقت التمين . أم أنك كنت تخاف أن تصيبك تلك الحجارات الطائشة لأولئك الأطفال المشاكسين الدين يدفعهم شيئ دفين في أعماقهم إلى رميك بالحجارة من أعلى الجبل . يتسللون كالأشباح . فالظلام قد عم المكان و كل شيئ مباح . شيئ ما جعلك تلتزم بالعادات و الأعراف , قيدك من عدوة نواحي . جعلك تنظبط لم أكن أعرف كنهه أنداك .
كنت أنتظرك على جنبات خزان المياه الكبير و الدي ندعوه في لغتنا ب "الساريج" . كنت أسمعكما و أنتما تودعان بعضكما , كنتما تتحدتان لغة واحدة و هي في الأصل ليست لغتكما . تلك اللغة التي كانت فخرا لكما لأنها خالية من الألغاز و الرمزية التي كانت تعم لغتكما الأم . عندما كنا صغارا كم كنت تسخر مني حين أتلفظ بكلمة ب "الدارجة" لكن لحنها و إيقاعها لم يكن خاليا من رنين الأمازيغية .. دلك كان محرما علي . بعكسك أنت فلم يكن هناك من يوبخك على تلك الامازيغية التي أضعتها . رغم أن أول العبارات و الكلمات التي سمعتها وتعلمتها في حياتك كانت بها . لغتك المزدوجة بين أمازيغية أمك و أبيك و دارجة الشارع جعلك تترجم طفولتك. هنا أود أن أدرج حكمة إفريقية عزيزة علي قرأتها في أحد الكتب . و التي تضع أناس الشجر و أناس الزوارق من صنف الجدعية . الأوائل يرتبطون جدورهم )أنايس الشجر( . والأخون (أناس الزوارق من صنف الجدعية) يندفعون بعيدا . إلا أننا نصنع الزوارق من الشجر . سخريتك مني حين أتلفظ بتلك الكلمات كانت تأتر في وتحسسني بالنقص , أحيانا بأنني جاهل في مصطلحاتك المستوردة و التي كانت تضع الأمازيغي مرادفا لكلمة "كربوز" . لم تكن أنت تقول دلك لم تكن لتصفني أبدا بتلك النعوت . لكن هناك من رسخ تلك العبارة في داكرتي , هناك من إحتقرني و أحسسني بأني لا شيئ . فقد أتو به ليعلمنا أيام كنا صغارا . دلك المعلم الدي كان يعلمنا ما كنا نجهله بما نجهله . كان التواصل منعدما و مفقودا بيننا و بينه , كان كلما ينهي الحديت لا يبخل علينا بالضرب و الشتم بتلك الكلمة . لسبب واحد هو " أننا لم ينكن نفهم ماكان يقوله" فكيف أن يعلمنا بكلامه الغريب و لغته البعيدة كل البعد عنا ؟؟؟؟؟ . لكن تلك لم تكن مشكلته , إنها مشكلة التربية و التعليم في وطننا الحبيب .
أتدكر حينما يحل الظلام و نعود لمنازلنا و أكواخنا لم تكن هناك إناورة عمومية , فكنت أستعرض قوتي في دلك الظلام حين كنت أنا من يقود في طريق العودة . فأنا لي خبرة بالمكان . تتمسك بيدي و أحيانا تشدني من دراعي . كان هناك شيئ يخيفك شيئ غير موجود . حتى أنت كنت ضحية أفلام الرعب و الخيال , المرور بين تلك الأشجار الكتيفة و صوت الحشرات و الضفادع يعم المكان كان يولدك لديك شعورا خفيا لكن و جهك و ملامحك كانت تقول كل شيئ بدلا عنك .
كنت تطلق تنهيدتا عميقة حينما نصل , رغم أن المسافة لم تكن إلا 15 دقيقة . تتمدد فوق تلك الصخور المستوية مع الأرض . و نشرع بالحكي عن دلك المساء وما رأيناه , عن الفتيات . كنت أحب الصنف الدي كنت تحبه . فأولئك الفتياة " تعوطاليين " كما كنا نصطلح عليهن كن ينرن إعجابي فقد كنت أحس بأنوتتهن أكتر . و غالبا ما كن يتمردن و يمتنعن عن وضع الحجاب و "النكاب" الدي لا يفارق رأس ووجه أي فتاة من المنطقة . لباسهن و زينتهن المبالغ فيها جعلني أكون رفيقك الدائم . حين ننهي الحديت ونستريح يدهب كل منا لمنزله لنتناول وجبة العشاء . لنلتقي في المسجد و الدي ليس من دلك النوع من المساجد المعروفة , فهو ليس مكانا للصلاة فقط فكانت مرافقه للسهر أيضا . و هدا كان يغضب شيوخ الدوار . نلتقي بعد صلاة العشاء و من هنا نبدأ بالبحت عن مكان فبه احواش , فالمناسبات و الأعراس كتيرة في فصل الصيف . لدلك لم نكن نتعب كتيرا في الوصول إليه .
لم تكن تهتم بهده الرقصة "أحواش" فالشباب كلهم داهبون ولن تبقى هناك لوحدك . كنت تأتي للسهر فقط أتدكر حينما كنا نشاهد تلك الرقصة ة و حاولت المشاكة فيها رغم أن رقصك كان رديئا . كنت أضحك عليك طوال الوقت كنت تبدو أشبه بمهرج . حينما بدأ الشعراء يتحاورون فيما بينهم و عم السكوت المكان . كنت تسألني "مادا يقولون ؟؟؟؟" . و كنت بدوري لا أجيبك لم أنسى أبدا كلمة قلتها لي دات يوم وقد أضحكتني كتيرا " واش هدو معندهم مايدار أو تجوقو هنا ؟؟؟؟؟" كنت تسخر لكن تلك السخرية لم تكن إلا طريقتك الخاصة في للمعرفة .
فقد سخرت من أمك حينما كانت تريك حقولكم . و نصيبكم من الأشجار ومن تمارها التي كان أغلبها مشتركا بين أفراد عائلتك الكبيرة . و التي كانت طريقة تقسيمها معقدة كنت تتبعها و تقول لها نعم دون أن تستوعب ما كانت تقول . كنت تتنتظر فقط متى سينتهي هدا لتعود إلى حريتك و ممارسة هوايتك . لكن الوقت مر بسرعة فموسم جني تمار اللوز يعني إنتهاء فصل الصيف . و إنتهاء فصل الصيف يعنبي عودتك إلى المدينة , و نهاية علاقاتك العاطفية وصداقاتك . مند دلك الوقت و أنا أبحت عنك ظننت أنك لن تتدكرني ووصل بحتي إلى الشبكة العنكبوتية . لأجد إسمك على المنتديات و الصفحات الإجتماعية لأجدك تحمل إسم أبركوك و َذإأمازيغ و أقا و طاطا و أشلحي ................. . أسعدني دلك كتيرا و هناك علمة أنك لم أنني أحيى بداخلك و لم تنساني يوما . أم أنك إستوعبت معنى الحداتة . على انها ليست محوا للماضي إنها لا تتمتل في قتل لالعتيق , بل في إعادة إحبائه على ان نختار ما يستحق الدوام . كما قال طه حسين " إن بإمكان الحداتة الاكتر راديكالية أن تستمد طاقتها من التقاليد الأكتر عراقة ...."
و ختاما فإني أرسل إليك هده الرسالة لأخبرك أن ىبيتكم العتيق قد طاله النسيان . حقولكم طالها الإهمال وإحتلتها السيول و مجاري المياه بعد غيابك الطويل بلغني أنك تحاول أن تحيي العادات و التقاليد هناك بعيدا عني . تقوم بما يجب أن تقوم به هنا . فهل ستنقلني إليك .


أخوك أبركوك . و أستسمح على الإطالة

allah y3tik saha akhai abrkouk ...jamil jidan jidan ...osloub raai3 fsard winti9aa ajmal lilmostalahat wta3abir ljamilla
ma chaaa lah 3alik mn ajmal lmawadi3 li 9ritha
merci bk

mawdou3 jamil .achkoroka khatiran 3la hada anas rai3 waldi yadolo 3la 3abkariya wa nodj kitabi yastahiko atanwih wa ichada

ما شاء الله اخي الله يعطيك الصحة ويبارك فيك
بكل صراحة جميل جدا
وارجو ان لا تحرمنا من مثل هده المشاركات
تقبل مروري

طال غيابك عنا أخي ابركوك
ترى لماذا ’’’’???

فصول من حياة شبه مشتركة...
واني لأقترح ان يعود كل ابناء طاطا الى مدينتهم الصغيرة . طبعا ان يعودوا محملين بكل ما جادت به ايامهم الخوالي في الغربة بين المدن الكبيرة المتعبة...
من اموال وعلم وطاقات

فعلا اختي ام هداية مدة من الزمن لم نعد نرى فيها نشاط الواحة الشاعرية والله افتقدنا مشاركاته ومجادلاته مع المدير ههههه
اتمنى عودة محمودة لكل الاعضاء الغاليين لى قلوبنا

كل الشكر والتقدير
وشكر خاص للاخ ابركوك لى الموضوع المميز
ربي يعطيك الافية

ataman al3awda almowafaka likoli al3daa .saraha almontada mohtaj ila kol takatihi .

تبارك الله عليك اخي ابركاك اجمل اسم لاجمل منطقة
موضوعك مميز جدا ويستحق اعادة القراءة ويشمل دكريات تجمع الهوية المازيغية التي تجمعنا في حضن ثقافة الاجداد المتجدرة في الزمن
شكرا وانشاء الله سننتظر جديدك

مروركم أسعدني . و شكرا على تفاعلكم إخواني . أعتدر اخي اوتشي ولكن أظن أنك تعرف الجواب ؟؟؟.

machkoooor akhi karim
tbarkllah 3lik ma3ndi mangooool