[center]نسخة القمر
(نشرت هذه القصيدة في صحيفة "الثورة" السورية)
وَهِي فِي سَطرِهَا الأَخيرِ
إِلَى غَدٍ
مَازال شَاغِراً
رَأَيتُهَا راكِبَةَ
عَلَى ظَهرِ القَصِيدَةِ
مِن خِلالِ حُلمٍ
تَرَكَهُ الأَرَقُّ مَفتُوحاً
طِيلَةَ اللَّيلِ
فِي جِدَارِصَدرِي
ذَاتَ فَجرٍ مُستَلقٍ
عَلَى شَاطِئِِ السُّكُونِ
وَهِي السَّكِينَةُ
أَحضُنُهَا بَينَ أَوجَاعِي
كُنَّا نَصطَادُ آهَاتٍ
فِي أَشكَالِ ذِكرَياتٍ
مِن قَاعِ الزَّمانِ الهَائِجِ
هِيَ حَاسَّةُ الحُزنِ
مِن حَوَاسِيَ الأَلفِ
تَضُخُّ البِعَادَ الأَحمَرَ
فِي شِريَانِ الوُجودِ
هِي حِكَايَةٌ
خفيفةُ الحَملِ
على ظَهرِ اللسَانِ
وَتزِنُ مِثقالَ حَيرةٍ
قُلوباً
ثَوبُها...
دَهرٌ من الحَريرِ
بِلونِ اللقاءِ الأَبيض
خلعتْهُ طوراً طوراً
غَسلتْ وَنشَرَتْ قَلبَها
على حَبلِ وَريدي
وَألقَت بِعَقلِها
في أَحضَانِ جُنوني
ضَمَمْتُ نُسخةَ القمرِ
على قَدمَيها
وَقد خَلعتُ
كلَّ انتِظَاراتي
فَأصبَحْتُ عارياً
على أُفُقِ الشُّروقِ
إلى جَانبِ ضوئِها
أستَلقي
وَالرَّغباتُ تَركبُني
من أقصَى الفناءِ
إلى ذُروةِ اللقَاءِ
بِشَفتَيها
تَجوبُ كثبَانَ ظمأٍ
مُتناثرةً في أصْقاعِ جَسدي
شَعرُها تَعَبٌ هائجٌ
يَتلاطمُ على الصَّدرِ
حَيثُ أركبُ أنفَاسي
لأستنشِقَ مِن على سَطحِه
عَبيرَ الأنُوثاتِ قَاطبةً
ثُمَّ أغطِسُ في عُمقِه
لأستغْورَ خَفايَا الدِّفءِ
وَالغرقُ نشوةٌ أنتَشِيها
فَإذا المَوتُ بُرودةٌ
سَوفَ ينْتحرُ بُخاراً
على حَافةِ اشْتعالي
****
سعيد بودبوز/ مكناس- المغرب
[b]