وما قلت إلا الحقَّ فيك ولم تزل | على منهجٍ من سُنّةِ المجد لاحبِ
|
وإني لأشقَى الناس إن زُرَّ ملبسي | على إثمِ أفَّاكٍ وحسرةِ خائبِ
|
وكنتَ الفتى الحرَّ الذي فيه شيمةٌ | تَشيم عن الأحرار حدَّ المَخالبِ
|
ولست كمن يعدو وفي كلماتِهِ | تظلُّمُ مغصوبٍ وعدوانُ غاصبِ
|
يحاول معروفَ الرجالِ وإن أَبوْا | تعدَّى على أعراضهم كالمُكالبِ
|
وأصبح يشكو الناسَ في الشعر جامعاً | شكايَة مسلوبٍ وتسليطَ سالبِ
|
فلا تَحرمنّي كي تُجِدَّ عجيبةً | لقومٍ فحسبُ الناس ماضي العجائبِ
|
ولا تنتقصْ من قدر حظّي إقامتي | سألتك بالداعين بين الأَخاشبِ
|
وما اعتقلتني رغبةٌ عنك يَمَّمت | سواك ولكن أيُّ رهبة راهبِ
|
كأني أرى بالظعن طعنَ مُطاعِنٍ | وبالضرب في الأقطار ضربَ مضاربِ
|
وليس جزائي أن أَخيب لأنني | جَبُنْتُ ولم أُخْلَق عتادَ مُحارِبِ
|
يُطَالبُ بالإقدام من عُدَّ مُحْرَباً | وسُمِّي مذ ناغى بقودِ المَقانبِ
|
ولم يمشِ قيدَ الشبرِ إلا وفوقه | عصائبُ طيرٍ تهتدي بعصائبِ
|
فأمَّا فتىً ذو حكمةٍ وبلاغةٍ | فطالبْهُ بالتسديد وسط المَخاطبِ
|
أَثبني ورَفِّهني وأَجزلْ مثوبتي | وثابرْ على إدرارِ بِرِّي وواظبِ
|
لتأتيني جدواك وهي سليمةٌ | من العيب ما فيها اعتلالٌ لعائبِ
|
أثقِّلُ إدلالي لتحملَ ثِقْلَهُ | بطوع المُراضي لا بكرهِ المغاضبِ
|
وما طلبُ الرِّفْد الهَنيء ببدعةٍ | ولا عجبُ المُسترفدِيهِ بعاجبِ
|
وذاك مَزيدٌ في معاليك كلُّهُ | وفي صدقِ هاتيك القوافي السواربِ
|
وما حَقُّ باغيك المزيدَ انتقاصُهُ | ولاسيما والمالُ جَمُّ الحلائبِ
|
وأنت الذي يضحي وأدنى عطائِهِ | بلوغُ الأماني بل قضاءُ المآربِ
|
وتوزَنُ بالأموال آمالُ وفدِهِ | وإرفادُ قومٍ بالظنون الكواذبِ
|
أقمتُ لكي تزدادَ نعماك نعمةً | وتَغْنَى بوجهٍ ناضرٍ غيرِ شاحبِ
|
وكي لا يقولَ القائلون أثابَهُ | وعاقَبَهُ والقولُ جَمَّ المَشاعِبِ
|
وصَوْني عن التهجين عُرفَك موجِبٌ | مَزيدَك لي في الرفد يا ابن المَرازِبِ
|
بوجهك أضحى كلُّ شيءٍ منوراً | وأبرزَ وجهاً ضاحكاً غيرَ قاطبِ
|
فلا تبتذلْهُ في المَغاضب ظالماً | فلم تؤتَ وجهاً مثله للمغاضبِ
|
نشرت على الدنيا شعاعاً أضاءها | وكانت ظلاماً مُدلهِمَّ الغياهبِ
|
كأنك تلقاءَ الخليقةِ كلّها | مشارقُ شمسٍ أشرقتْ لمغاربِ
|
لِيَهنِ فتىً أطراك أنْ نال سُؤْلَهُ | لديك وأنْ لم يحتقِب وِزْرَ كاذبِ
|
رضا اللّهِ في تلك الحقائب والغنى | جميعاً ألا فوزاً لتلك الحقائبِ
|
كأني أراني قائلاً إنْ أعانني | نداك على ريب الخطوب الروائبِ
|
جُزيتَ العلا من مستغاثٍ أجابني | جوابَ ضَحوكِ البرقِ داني الهيادبِ
|
وفي مُستماحي العرفِ بارقُ خُلَّبٍ | ولامعُ رقراقٍ ونارُ حُباحبِ
|
تسحّبتُ في شعري ولان لجلدتي | ثراه فما استخشنتُ مسَّ المسَاحبِ
|
وليس عجيباً أن ينوبَ تكرُّمٌ | غذيتُ به عن آمِلٍ لك غائبِ
|
أقمْهُ مُقامي ناطقاً بمدائحي | لديك وقد صدّرتها بالمنَاسبِ
|
ذماميَ تَرْعَى لا ذمامَ سفينة | وحَقِّيَ لا حقَّ القِلاصِ الذَّعالبِ
|
وفي الناس أيقاظٌ لكل كريمةٍ | كأنهمُ العِقبانُ فوقَ المَراقبِ
|
يُراعون أمثالي فيستنقذونهم | وهم في كروبٍ جمّةٍ وذَباذبِ
|
إلى اللَّه أشكو غُمّةً لا صباحُها | يُنير ولا تنجاب عني بجائب
|
نُشوبَ الشَّجا في الحلق لا هو سائغ | ولا هو ملفوظ كذا كلُّ ناشِب |