منتديات أميتك الحرة طـاطـا
مرحبا بك عزيزي الزائر في منتديات اميتك.. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه
انت بين اخوانك واخواتك
منتديات أميتك الحرة طـاطـا
مرحبا بك عزيزي الزائر في منتديات اميتك.. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه
انت بين اخوانك واخواتك
منتديات أميتك الحرة طـاطـا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات أميتك الحرة طـاطـا

imitek أرث حضاري واكراهات مستقبلية
 
الصفحة الرئيسيةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
السلام عليكم
زائر
   ايتما ديستما ازول نربي فلاون


 

 كابادوكيا... أعجوبة الحجر والبشر .. تركيا

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
واحة المشاعر
أميتكي مراقب عام
أميتكي مراقب عام
واحة المشاعر


ذكر
عدد الرسائل : 449
العمر : 46
الموقع : rabat
العمل/الترفيه : التجارة \\ السياحة الجبلية و المطالعة
المزاج : اوداد في اعالي تيرفي
تاريخ التسجيل : 15/10/2008

كابادوكيا... أعجوبة الحجر والبشر .. تركيا Empty
مُساهمةموضوع: كابادوكيا... أعجوبة الحجر والبشر .. تركيا   كابادوكيا... أعجوبة الحجر والبشر .. تركيا Empty14.01.09 22:50

وجدنا أنفسنا أمام ستين مليون سنة، في بدايتنا ثارت البراكين لتغمر وجه الأرض برمادها وحممها ومن الثقل الحمم والتهاب سعيرها فوق الأرض والرماد تكون لوح من الحجر التوفا لبركاني الهش ، سمكه يقارب المائة متر واتساعه 22 ألف كيلو متر مربع هي مساحة كابادوكيا.فماذا فعلت ملايين السنين بالحجر، وماذا فعل الإنسان؟!
للقدر ترتيباته، وللمصادفة أسبابها.
وكان أن وصلت آخر طائرات رحلتنا من استنابول، إلى آخر مطارات وسط الأناضول "كايسريا" أو القيصرية في نحو العاشرة مساء، ومن كايسيريا أخذنا باصاً صغيراً لينقلنا إلى أورجوب وهي المدينة المركز لمن يريد التجول في منطقة كابادوكيا بسرعة وبعض اليسر.
كانت ليلة بلا قمر، ولا نجوم، وكانت أضنة في الجنوب التركي الذي لا يبعد كثيراً عن مسارنا ، تهتز بروع في قبضة التوابع التي أعقبت زلزالها الكبير. ولم نكن غير ثلاثة في ليل الجبال- سائق الباص وسليمان حيدر وأنا. ورحنا في قبضة الظلمة نصعد ونهبط وندور، نرى أشباح جبال هائلة غامضة السواد، وبطون وديان سحيقة الحلكة، وما من هادٍ غير التشبث برحمة الله، وخبرة سائقنا التركي الصموت، وبعض ضوء ينوس هنا أو هناك، أما الأشجار التي لم تنقطع عن الظهور على جانبي الطريق، والتي يفترض أن تكون باعث طمأنينة، فقد تحولت إلى ألغاز للرهبة في كل هذا الليل.
ثم جاءت الانفراجة، ونطق السائق وهو يشير إلى نجمة كبيرة مكونة من آلاف نقاط الضوء المتقاربة تتمدد في الأسفل البعيد، ببطن واد تحدق به حلقة من الهضاب والجبال: "أورجوب"! فتنفسنا ارتياحاً من هواء صاف متبرد رقيق، يندر أن يكون في شهر يوليو، خاصة وقد كنا خارجين من حرارة قدرها 50 درجة مئوية سجلتها نهارات الكويت.
سقطنا في جب الليلة الأولى نائمين هالكين من فرط التعب والتوتر، لا أحلام ولا كوابيس، وصحونا كأنما ولدنا للتو، فامتلأت عيوننا بأول الدهشة: أورجوب!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.imitek.ahlamontada.net
واحة المشاعر
أميتكي مراقب عام
أميتكي مراقب عام
واحة المشاعر


ذكر
عدد الرسائل : 449
العمر : 46
الموقع : rabat
العمل/الترفيه : التجارة \\ السياحة الجبلية و المطالعة
المزاج : اوداد في اعالي تيرفي
تاريخ التسجيل : 15/10/2008

كابادوكيا... أعجوبة الحجر والبشر .. تركيا Empty
مُساهمةموضوع: رد: كابادوكيا... أعجوبة الحجر والبشر .. تركيا   كابادوكيا... أعجوبة الحجر والبشر .. تركيا Empty14.01.09 23:04

تمام؟ تمام!
ما إن أطللت من نافذة الغرفة على المشهد المغمور بشمس الصباح حتى هتفت: "يا الله" ، وسارعت لأهاتف سليمان حيدر في الغرفة المجاورة حتى يسارع بالإطلال من النافذة فبادرني قائلاً إنه يصور! من خلف حزام أخضر
تكثر فيه أشجار الحور التي توحي بأنها شموع برد وسلام خضراء، تسرح صاعدة "أورجوب" الموصوفة بأنها المدينة المتكهفة، في السهل المنبسط قليلاً وراء الأشجار تتراتب البيوت "الكريمة" ذات السقوف القرميدية الحمراء، ومن ورائها تصعد البيوت "بلون الكريم أيضاً" متكهفة، محفورة في أحجار هضبة عالية عريضة تبدو كأنها عش
للنحل البري، ومن وراء هضبة البيوت المتكهفة تلوح ذرى جبال طباشيرية البياض توشيها الخضرة، ثم تكون في الأفق السماء، صافية الزرقة، تسبح على مهل فيها سحابات شفيفة خفيفة كنسائم الصيف الرقيقة في هذه المدينة، بل البلدة.
وقعت في حب أورجوب من أول نظرة، وتوثقت عُرى الحب مع أول الخطوات. فالبلدة نظيفة هادئة، وأنيقة الشوارع والأبنية، ومترفة الأرصفة والباصات والمداخل بأشجار الكرز والمشمش ودوالي العنب إضضافة للحور الذي
يتألق منتصباً في كل الأماكن ولم يكن هناك بشر كثير واضح أن البلدة قليلة السكان كثيرة الأشجار والزهور والفنادق
الصغيرة
في شرفة معرشة بدالية العنب تطل على حديقة مركز أورجوب للاستعلامات ومع رشفات شاي التفاح الذي
المنعش ناقشت خطة عملي المقترحة في كابادوكيا مع مدير سياحة أورجوب إحسان تارهان.وعندما شرعنا في بدء
التنفيذ رجوته أن يختار لي سائق تاكسي خبير بالمنطقة وجاهلاً باللغات لا يعرف إلا التركية التي لا أعرفها
وإزاء دهشة مدير السياحة طمأنته بأنني أريد أن أرى فقط ولا أحب أن أشوش الرؤيا بالسماع خاصة وأن
الكتب تقول عادة أكثر وأعمق مما يقوله أدلاء السياحيون. وكان أن اختار لنا رجلاً طيباً لطيفاً. بسيارة صفراء صغيرة
واثني عشر مليون ليرة تركية كأجرة يومية! (حوالي أربعين دولاراً في اليوم). بلغة الإيماءات والإشارات التي تتحول
إلى مواقع على خريطة صغيرة فردتها بيني وبين السائق "مهميت إينال" "أي محمد اينال"، اتفقنا على نقطة البدء،
وسألته: تمام؟ فأجاب: تمام، وانطلقنا.
اخترقنا شوارع أورجوب الصافية الندية، صعودا وهبوطا بنعومة ورفق، ثم خرجنا إلى دروب الجبال
الخضراء حيث لم ينقطع توارد الحور والكرز والمشمش والعنب واللوز الأخضر، وبعد أربعين دقيقة وجدنا أنفسنا
نرتقي قمة "ديفريت"، فنوقف السيارة ونترجل لنطل على المشهد الأول من أعجوبة الحجر.
حتى الآن لا أستطيع العثور على تسمية دقيقة للتكوينات الحجرية الجبلية الغريبة التي شاهدتها في وادي
كبادوكيا التركي، وهي ليست حيرتي وحدي بل حيرة كل المراجع التي عدت إليها سواء لكُتاب أتراك مثل "عمر ديمير"
و "يوسيل أكات" أو غربيين خبراء بالمنطقة مثل الدكتور "مارتين أوربان". وبرغم وضوح العنصر التشكيلي الغالب
بين هذه التكوينات الجبلية المخروطية، فإن هناك من يسميها مداخن خرافية، أو مسلات، أو أقماعا، وأجد لنفسي
تسمية عربية واسعة لكنها توحي بمكنون هذه التكوينات السرمدية، فأقول تعميما: "الأنصاب".
من قمة "ديفريت" رأينا الأنصاب المخروطية الهائلة تتجاور، بألوانها السكرية "الكريمية" والوردية الملوحة
بظلال خفيفة خضراء أو رمادية، وتكلل هاماتها المدببة عمائم سوداء من قطع البازلت الضخمة يتعجب الإنسان كيف
استوت في مكانها هناك، وكيف حافظت وتحافظ على توازنها العجيب ذاك؟! كأنها منحوتات تجريدية جبارة، جبروت
الجبال، تستوحي صورة أسراب لدراويش خرافيين في جبب فاتحة "فضفاضة وعلى رءوسهم الصغيرة تستقر عمائم
داكنة كبيرة. منظر يخلط في النفس ما بين الدهشة والرهبة. الدهشة وليدة صدمة الصورة للمألوف في ذاكرتنا، أما
الرهبة،
فقد رحت أفتش عن سرها وأنا على قمة ديفريت ثم بعد نزولنا عنها ودوراننا حول أنصاب الحجر الخرافية
الممتدة على مدى عشرات الكيلو مترات في هذا الوادي، وهي رهبة شبيهة برهبات أخرى انتابتني، ولابد أنها تنتاب
سائر الناس، إزاء المشاهد الهائلة في عالم الأثر والطبيعة، الهرم الأكبر، سور الصين، سلسلة جبال آرارات أو جبال
الألب المكللة بالثلوج من الجو، معابد وات فو في تلافيف الغابة الاستوائية، المحيط الأطلنطي، قمة رأس الرجاء،
حوض نهر الميكونج، إنها أشياء هائلة تقول للإنسان: أنت مجرد طيف، صغير، ضئيل، وعابر في هذا الوجود الذي لا
تعرف حدوده، بل حتى حدوده الدنيا، كوكب الأرض الذي تعيش عليه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.imitek.ahlamontada.net
واحة المشاعر
أميتكي مراقب عام
أميتكي مراقب عام
واحة المشاعر


ذكر
عدد الرسائل : 449
العمر : 46
الموقع : rabat
العمل/الترفيه : التجارة \\ السياحة الجبلية و المطالعة
المزاج : اوداد في اعالي تيرفي
تاريخ التسجيل : 15/10/2008

كابادوكيا... أعجوبة الحجر والبشر .. تركيا Empty
مُساهمةموضوع: رد: كابادوكيا... أعجوبة الحجر والبشر .. تركيا   كابادوكيا... أعجوبة الحجر والبشر .. تركيا Empty14.01.09 23:10

.
مضيت مبهوراً مسحوراً، من ديفريت إلى زلفى إلى باشاباج، مواقع مترامية في وادي كبادوكيا، والأشكال ذاتها تكرر جوهر تكوينها وإن اختلفت هيئاتها هنا أو هناك، وهنا أو هناك تتباين ألوانها في لوحات طبيعية جبارة عجيبة، من الوردي إلى الأصفر الليموني إلى الأبيض الكلكي إلى البرتقالي إلى الفيروزي، وكل هذا من الحجر، فأي حجر؟ إنه ما تبقى من أثر عشرات الملايين من السنين، ويقال إن تاريخ منطقة كبادوكيا بدأ منذ نحو 60 مليون سنة، عندما أدت التحركات المتموجة للقشرة الأرضية إلى بروز سلسلة جبال وسط الأناضول، وفي غضون هذه التحركات
لقشرة الأرض الغضة كانت هناك نشاطات بركانية غمرت عشرات الآلاف من الكيلومترات المربعة في المنطقة بمقذوفها من الحمم والرماد. وحتى الآن لاتزال قمم الجبال الأكبر الثلاث في منطقة كابا دوكيا: إرسيش "3917 متراً"

وحسان "3263 متراً"، وجوليو، تعتبر براكين كامنة برغم أنه لم يسجل لها ثوران منذ فجر التاريخ وحتى العصر الروماني. كانت في الأصل براكين عملاقة محمومة النشاط، وكان من آثار هذا النشاط البركاني القديم أن غطيت هذه المنطقة بكميات هائلة من الرماد البركاني والحمم مكونة طبقات إضافية على سطح الأرض بترتيب انقذافها من أعلى إلى أسفل، ومع مرور الأزمنة الجيولوجية تيبست هذه الطبقة البركانية مكونة لوحاً حجرياً أرضياً سطحه من البازلت وعمقه من حجر التوفا الذي تكون من تفاعل الطين والرماد البركاني والحمم، تخللته شقوق بفعل التقلص المصاحب للابتراد، ومن ثم بدأت عملية التآكل أو التحات التي تحدثها الرياح والأمطار تتباين. في طبقة البازلت الصخرية الصلبة والداكنة على السطح كان المطر يحفر فيها صدوعاً دقيقة ويوغل في هذه الصدوع حتى يقطع البازلت رأسيا ويواصل القطع فيما تحته من أحجار التوفا الهشة. ومع الزمن راحت الريح والمطر يحولان لوح الأرض الصخري إلى كتلة عنقودية من الأبراج "أو المخاريط" متواصل صلة القواعد مستدقة الرءوس وتحمل على رءوسها شرائح سميكة من البازلت. ومع مرور الزْمن كان هذا الشكل الأساسي يتغير من مكان إلى مكان تبعا لصلابة الأحجار وشدة الريح والمطر، فقد رأيناه في "أوشيسار" حائطاً من مخروطات متلاصقة تتدرج من منطقة إلى أخرى بين الأبيض والوردي والأصفر الليموني. وفي "جوريما" كانت المخروطات رملية اللون محمرة وضخمة وبلا "عمائم" بازلتية، أما في "زلفى" خاصة في منطقة المداخن الخرافية فقد كانت "عمائم" البازلت السوداء تتوج رءوس الأشكال المخروطية والاسطوانية ذات اللون الكريمي المشوب بالحمرة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.imitek.ahlamontada.net
واحة المشاعر
أميتكي مراقب عام
أميتكي مراقب عام
واحة المشاعر


ذكر
عدد الرسائل : 449
العمر : 46
الموقع : rabat
العمل/الترفيه : التجارة \\ السياحة الجبلية و المطالعة
المزاج : اوداد في اعالي تيرفي
تاريخ التسجيل : 15/10/2008

كابادوكيا... أعجوبة الحجر والبشر .. تركيا Empty
مُساهمةموضوع: رد: كابادوكيا... أعجوبة الحجر والبشر .. تركيا   كابادوكيا... أعجوبة الحجر والبشر .. تركيا Empty14.01.09 23:14

حيث لا يمكن أن تراني!

تتواصل أيامنا في كابادوكيا والتي يعني اسمها المشتق من تعبير فارسي قديم: "المكان الذي تجلب منه الخيول الجيدة"، لم نر في تجوالنا إلا خيولاً قليلة عند مرورنا بالقرى الجبلية. لكن خيول الصخور والحجارة كانت ترمح دائماً موحية بتذكارات الريح والمطر في الأزمنة السحيقة، والأزمنة القريبة أيضاً، والتي اضطربت كثيراً في تأريخها كما في وادي "جوريما".
يبعد وادي جوريما عن أورجوب 11 كيلومترا فقط، وبرغم أنه يدعى "المتحف المفتوح" أو "متحف في

الهواء الطلق" فإن الدخول إليه يتم برسوم ليست قليلة، لكنه يستحق الزيارة. ويستحق المراجعة التاريخية أيضاً!
نعبر بوابة الدخول الأنيقة ونمضي مع أسهم الإشارة، فنرى التكوينات المخروطية الضخمة غير مكللة في هذا المكان بقبعات أو عمائم قطع البازلت، وفي هذه الجبيلات "تصغيراً" نشاهد كنائس محفورة في حجر التوفا، وثمة

لوحات دينية مرسومة بالرمل الملون "الفريسكو"، ومعظمها راجع إلى الفترة من القرن السادس إلى العاشر وبها تقاليد الفن الأيقوني للرسوم الدينية البيزنطية حيث البساطة في أسلوب التصوير والاستخدام المسرف للألوان القوية المثقلة بالتأجج العاطفي.
في تفسير للجوء المسيحيين للتعبدفي هذا الوادي تقول بعض المراجع، وهو ما سمعت بعض الأدلاء الأتراك يرددونه- ربما لزوم الشغل- علي مسامع السياح الغربيين، أنه كان هرباً من ضغط العرب المسلمين عليهم حتى أن التسمية "جورما" تعني "حيث لا تستطيع أن تراني" . وهو تفسير لا تطمئن إليه نفسي، ليس فقط لأنني مسلم عربي، ولكن أيضاً لأنني لا أصدق أن قسساً ورهباناً هاربين من الاضطهاد أو العسف يمكنهم أن ينجزوا فناً كهذه الرسوم على جدران وأسقف كنائس وادي جوريما. فالفن، كل فن، هو وليد الطمأنينة حتى لو كان يعالج موضوعات الرعب. فما بالنا بفن روحي يستوحي مشاهد البركة والسلام. من جهة أخرى فإن هناك من الشواهد التاريخية ما يدرأ عن المسلمين العرب الشبهات أو بعضها على الأقل. فلوحات الرمل الملون المدمرة ببعض هذه الكنائس تم تدميرها على يد مسيحيين بيزنطيين يونانيين، أي من تابعي هذه الكنائس أنفسهم، والسبب عجيب، فقد كانوا يعتقدون أن منقوع كسرة من رمال هذه اللوحات في الماء له قدرات شافية إن شربه المريض. ثم إنه كان على من ينتزع كسرة من اللوحة أن يحفر اسمه بجوار فجوتها ليسجل أمام الله مجيئه! بالتأكيد هو فعل سوقي لبعض عامة المسيحيين في زمن ما، كما أن هناك فعلاً سوقياً من بعض عامة القرويين المسلمين الأتراك في زمن لاحق، إذ راحوا يطمسون وجوه الرسوم في هذه الكنائس معتقدين أن الرسوم عندما تصير بلا وجوه تغدو ميتة، بينما الرسوم ذات الوجوه والعيون، المفتوحة تحديداً، كانوا يعتبرونها حية وخل الحي من شأن الله وحده.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.imitek.ahlamontada.net
واحة المشاعر
أميتكي مراقب عام
أميتكي مراقب عام
واحة المشاعر


ذكر
عدد الرسائل : 449
العمر : 46
الموقع : rabat
العمل/الترفيه : التجارة \\ السياحة الجبلية و المطالعة
المزاج : اوداد في اعالي تيرفي
تاريخ التسجيل : 15/10/2008

كابادوكيا... أعجوبة الحجر والبشر .. تركيا Empty
مُساهمةموضوع: رد: كابادوكيا... أعجوبة الحجر والبشر .. تركيا   كابادوكيا... أعجوبة الحجر والبشر .. تركيا Empty14.01.09 23:19

المسألة إذن سوقية التقدير والفعل لدى بعض العامة، وليست تعليق الذنب على مشجب الكل كما يريد بعض "الخاصة" من علماء "الغرب". هذا إذا انتبهنا إلى أن أول من أرخ لهذه الكنائس المحفورة في الصخور بوادي كبادوكيا هو راهب فرنسي في الفترة من عام 1930 إلى 1940، وهي فترة كان الغرب يخلط فيها الدين بالدنيا، بوحشية، ليحكم قبضته على مستعمراته الآخذة في التمرد على سطوة استحكامه آنذاك. ما ساءني أكثر هو سماع مزايدات على هذا الأمر من بعض الأدلاء السياحيين أمام زبائنهم الغربيين إذ كان بعضهم يقول- وهو ما تردده بعض المراجع أيضا-: إن هذا الأمر، أي الاضطهاد الديني، كان من فعل العرب وليس الأتراك. وكأنه بذلك يستقطب الغربيين ناسيا أن الغربي المتعصب هو معادٍ لنا جميعاً- بما فينا من مسيحيين شرقيين- بحكم شراهة مصالحه وتطلعاته الدنيوية الأنانية ومسحة الصهيونية في ثقافة التعصب الغربي.
كنت أتأمل أسى هذا الخلط كله وأنا أمر بلوحات، أو بقايا لوحات، كنائس وادي "جوريما"، وبتلقائية الرغبة في التخفف من هذا الأسى رحت أتذاكر مدلولات الرموز التشكيلية لفترة كان المسيحيون البيزنطيون أنفسهم يحرمون فيها رسم الشخوص البشرية، ولم أر في اللوحات أن هذا التحريم كان مطلقاً فهناك رسوم مع الرموز، مما يعني أن الأمر كان اختياراً وليس اضطراراً، والرموز على أي حال تدعو للتأمل حيث:
الحمامة (أو اليمامة): تعني الخصب، والسلام، والحب، والبراءة أو الطهر.
الديك: إذا كان أبيض فهو إشارة حظ حسن، وإذا كان أسود فهو علامة الشر.
الطاووس: انبعاث الجسد.
الأسد: النصر والنجاة.
الأرنب: الجنسية، الشر، السحر.
الكرْم: المخلِّص
النخلة: الجنة والحياة السرمدية
السمكة: الحواري، الورع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.imitek.ahlamontada.net
واحة المشاعر
أميتكي مراقب عام
أميتكي مراقب عام
واحة المشاعر


ذكر
عدد الرسائل : 449
العمر : 46
الموقع : rabat
العمل/الترفيه : التجارة \\ السياحة الجبلية و المطالعة
المزاج : اوداد في اعالي تيرفي
تاريخ التسجيل : 15/10/2008

كابادوكيا... أعجوبة الحجر والبشر .. تركيا Empty
مُساهمةموضوع: رد: كابادوكيا... أعجوبة الحجر والبشر .. تركيا   كابادوكيا... أعجوبة الحجر والبشر .. تركيا Empty14.01.09 23:25

هات المفتاح يا غزال

كان علينا أن نتوجه إلى الجنوب، وإلى الجنوب دائما، لنتفقد ما قرأت عنه معلومات نادرة مبعثرة تحت مسمى "مدن تحت الأرض" في كابادوكيا. واكتشفت أثناء وجودنا في تركيا أنه لا معلومات متاحة أكثر مما قرأت عنه. فتواريخ اكتشاف هذه المدن التحت أرضية حديثة جداً في عمر اكتشاف الآثار، وهي لم تفتح لجمهورية الزوار إلا في منتصف الستينيات والسبعينيات، مثل المدينة التحت أرضية المسماة "أوزكوناك" والتي اكتشفها بالمصادفة مؤذن البلدة لطيف أكار (لابد أنه عكار) عام 1972 عندما عثر على مدخلها وهو يعمل في حديقة بيته، وأوكلت إليه الحكومة أمر حماية هذه المدينة التحت أرضية حتى عام سرنا جنوبا عبر القرى الجبلية لنبدأ بزيارة مدينة تحت الأرض في "مازيكوى"، ثم بعد ثمانية كيلومترات غرباً منها نزور "كايما كلى"، وهي تبعد 74 كيلومتراً من أورجوب، ثم " دينكويو" وهي الأكبر والأشهر إذ تبلغ طوابقها التحت أرضية 18 طابقا، وبعد ذلك نصعد في اتجاه "زوزكوناك" لنقطع بعدها 25 كيلومتراً عائدين إلى نقطة تمركزنا في أورجوب.
وصلنا إلى "أوزكويو" في وقت ضحى رائق، وأدهشني أن المكان وسط قرية فقيرة وبسيطة من قرى الأناضول، وأمام بيت ريفي صغير من طابقين عشوائيين توقف سائقنا مهميت، ولما رآنا لم نهبط أشار إلى حانوت صغير في الطابق الأرضي قرأت فوقه لافتة مكتوبا عليها بالتركية وبالإنجليزية: "حجز تذاكر مدينة تحت الأرض". وعندما دخلت الحانوت وجدت النداءات تتوهج: "جوزال" . "جوزال". كنت أعرف أن جوزال معناها "غزال". وجاءت جوزال! امرأة قروية شابة، وافرة الصحة ومتوردة، ويبدو أنها قدمت على الفور من حقل قريب. قطعت لنا التذاكر وسألتها عما إذا كان هناك مع التذكرة كُتيب إرشادي، فلم تفهم إلا بعد التم حولنا جمع من القرية ومن هنا وهناك فهمت أن المطلوب كتاب عن المكان وكلمة كتاب في التركية كما هي في العربية "كتاب". وأشارت غزال إلى "خزانة" حديدية عتيقة في ركن الحانوت تفهمني أن الكتاب هنا وعندما قلت لها إنني أريد شراء كتاب قامت الدنيا في القرية ولم تقعد! بعض رجال البلدة رأوا أنه لا مانع أن نرى الكتاب. البعض الآخر رفض ذلك رفضاً قاطعاً تحت قيادة غزال التي أخذت تردد بانفعال وحزم "نوكتاب نو كتاب". أما أن آخذ الكتاب الذي يبدو أنه كان نسخة وحيدة، فقد كان الرفض جماعياً في القرية ومهما كان الثمن، ربما ظناً منهم أنه نسخة واحدة في الوجود جاء بها ذكر قريتهم وبعض صورها وأخذ هذه النسخة يعني تجريد القرية من صك الاعتراف بها في تركيا وفي العالم! كدت أنهار من فرط الضحك وأنا أستفز غزال، وهي تقود تظاهرة رفض التسليم أمامي، أقول: "كتاب"، فتهتف غزال: "نوكتاب"، ويردد مؤيدوها الكلمة وراءها "نوكتاب". ولم تسمح غزال ببدء زيارتنا لمدينة تحت الأرض في قريتها إلا بعد أن عرفت أننا مسلمون مثلها، فلانت قليلاً مشترطة عدم فتح موضوع الكتاب نهائياً. وأدركت أن من ائتمنها على حمل مسئولية زيارة هذا الأثر في قريتها كان حصيفاً، فهي مديرة حديدية أمينة بالفطرة، وبالعافية!
أعطت غزال لأحد الرجال القرويين من مساعديها مفتاحاً كبيراً صدئاً فتح به قفلاً كبيراً صدئاً في باب قروي متهالك، ودخلنا ممراً معمولاً من الحجارة ومعرشاً بالخشب والصفيح فكدت أصرخ مصدوماً لكنني بعد خطوتين ابتلعت مشروع الصرخة وكدت أهتف مذهولاً، كان ثمة أعجوبة تستدرجني إلى جوفها السرمدي. وأنا أطيع الإغواء. أمضي من بهو إلى غرفة ومن غرفة إلى أخرى، أهبط درجاً فأصير في طابق أعمق، ومن طابق إلى طابق ومن ممر إلى ممر. وبين الحين والحين تتدفق حزمة ضوء من نفق صاعد إلى السطح، وثمة أنفاق بعيدة الغور ألقي في أحدها بقلم من أقلامي فلا يأتيني صوت ارتطام القلم بالماء إلا بعد حلين مما يقطع بعمق البئر الذي تقدره المراجع بنحو 70- 85 متراً.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.imitek.ahlamontada.net
واحة المشاعر
أميتكي مراقب عام
أميتكي مراقب عام
واحة المشاعر


ذكر
عدد الرسائل : 449
العمر : 46
الموقع : rabat
العمل/الترفيه : التجارة \\ السياحة الجبلية و المطالعة
المزاج : اوداد في اعالي تيرفي
تاريخ التسجيل : 15/10/2008

كابادوكيا... أعجوبة الحجر والبشر .. تركيا Empty
مُساهمةموضوع: رد: كابادوكيا... أعجوبة الحجر والبشر .. تركيا   كابادوكيا... أعجوبة الحجر والبشر .. تركيا Empty14.01.09 23:31

الجو مبترد لكن الهواء كاف وجدران المدينة وسقوفها وأعمدتها كلها محفورة في حجر التوفا البركاني الهش وشديد التماسك في هذه المدينة التحت أرضية والتي تتشابه مع كل مدن تحت الأرض الموجودة في منطقة كبادوكيا والمكتشف منها حتى الآن 34 مدينة وكل مدينة مساحتها حوالي 4 كيلو مترات مربعة!
مدينة تحت الأرض في قرية مازي كويو تتميز بوجود مقابر محفورة في الطبقات الحجرية العليا بطريقة تأخذ أحيانا شكل صفوف من القبور الرأسية وبلغ عددها الإجمالي نحو 30 صفاً وإن لم يعثر فيها على جثث، وهي منفصلة تماماً عن العمارة الأساسية للمدينة التحت أرضية.
وفي "كايما كلي" كان عدد الطوابق المفتوحة للزيارة أربعة طوابق، ويربط هذه المدينة بالمدينة التحت أرضية في ديرنكويو نفق طوله 9 كيلومترات ويسمح بمرور أربعة أشخاص يتحركون جنبا إلى جنب معاً.
أما دير نكويو فهي المدينة التحت أرضية المعتنى بها أكثر في كابادوكيا سواء على مستوى تنظيم الدخول أو توفير إرشادات السلامة والإضاءة الداخلية، بل إن هناك مقصفاً في أحد الطوابق يقدم الشاي والقهوة والمشروبات الباردة وقيل لنا إنه كان في أساس تكوين المدينة مكان الاجتماعات الذي يلتقي فيه القيمون على شئون سكان هذه المدينة التحت أرضية المقدرين بنحو 20 ألف إنسان. مدينة تحت الأرض في أزكوناك هي أكبر مدن تحت الأرض في كبادوكيا وقد قدر عدد سكانها بنحو 60 ألف إنسان في وقت واحد مع ماشيتهم وطيورهم. وما يميز هذه المدينة أن أبوابها الصخرية الدائرية كانت تصنع داخلها في مكان لا تزال به آثار هذه الصناعة على عكس المدن التحت أرضية الأخرى التي كانت أبوابها الصخرية الدائرية تصنع في الخارج ثم تدخل دحرجة إلى داخل المدينة. عالم مدن الإنسان القديم التي حفرها في أعماق حجارة التوفا البركانية في هذه المنطقة هي لغز لم تفك معظم طلاسمه ومازالت معظم أسئلته الأساسية معلقة دون إجابة، متى ولماذا وكيف حفرت هذه المدن؟ وكم عدد السنين التي طويت والبشر الذين استخدموا في حفرها؟
إن الدراسات القليلة التي نشرت عن هذه المدن تحت الأرضية تقول بأن بداية العمل كانت تتم بحفر نفق عمودي يبلغ طوله في المرحلة النهائية من 70 إلى 85 متراً حتى يصل إلى مجرى المياه الجوفية، ومع كل مرحلة يتجه الحفر إلى الأجناب لعمل ممرات وغرف وممرات أخرى ودرج لإنشاء طوابق سفلية جديدة، ومع كل توسع يجري إنشاء فتحات تهوية إضافية. أما التراب المتخلف عن عملية الحفر فيرجح أنه كان ينقل إلى السطح عبر فتحات التهوية، لكن عدم العثور على تلال تكونت من ركام أتربة الحفر إلى جوار هذه المدن على السطح وضع افتراضاً مؤداه أن أتربة الحفر كانت ترمى في عمق تيار المياه الجوفية ليجرفها في طريقه ولقد ثبت وجود مثل هذا التيار في أعماق المكان الواصل بين كايماكلي وديرينكويو بطول 8 كيلومترات وعرض يتراوح بين 50 و 60 متراً.
أما عن أدوات الحفر فهي أيضاً مجهولة وقد وجد رحالة إنجليزي اسمه كامبل تومسون عام 1910 فأساً حجرية تعود إلى العصر الباليوليثي الأدنى- أي العصر الحجري المبكر للإنسان منذ حوالي مليون سنة- في مجرى سيول سوجانلي على بعد 26 كيلومتراً من ديرتكويو، مما يرجح أن الحفر يعود إلى هذا الزمن وبهذه الأدوات البدائية.
لكن تكوين مدن تحت الأرض الكابادوكية لم يكن بسيطاً أبداً مع ذلك، فنظام التهوية جيد حتى أعماقه، لدرجة أنني رأيت سائحاً يشعل سيجارة في الطابق السابع تحت الأرض في ديرنكويو وسرعان ما كان الدخان يجري إلى فتحة التهوية ويصعد متلاشيا على الفور. درجة الحرارة شبه ثابتة وقدرها 7ْ م عند فتحات التهوية، وبعيداً عنها تتراوح الحرارة طوال العام بين 13 إلى 15ْ م. كما أن هناك نظام اتصال عجيبا عبر ثقوب وأنابيب محفورة من السطح إلى الداخل ومن الداخل إلى الداخل باتساع 10 سم وامتداد 4 أمتار في كل وصلة. والمدهش أنه لم يعثر على مطابخ خاصة بكل مسكن بل كان هناك مطبخ واحد عام حتى لا تختنق المدينة بكثرة وتعدد مصادر دخانها ولعل هذا المطبخ العام كان أيضاً لتحاشي كشف موقع المدينة للأعداء عندما يرون أدخنة عديدة تتصاعد من تحت الأرض في أوقات متفرقة. أما دورات المياه فلم يعثرعلى أثر لها مما يرجح أنهم كانوا يقضون حاجاتهم إما بالخروج الجماعي في وقت معين من المدينة إلى السطح، أو أنهم كانوا يفعلون ذلك في أوان تغطى وتنقل إلى الخارج، قواعد صحية وقائية مبكرة، عجيبة! لقد شعرت بالابتراد وأنا أتجول تحت الأرض، فتعجبت كيف كانوا يعيشون هنا؟ وجاءتني الإجابة عبر أحد الأبحاث المنشورة التي تقول أنهم كانوا يرتدون خلعات من صوف الحيوانات التي كانوا يربونها والتي اختصوها دائما بالطابق الأول ربما لاعتبارات صحية حتى يتيسر نقل مخلفات هذه الحيوانات إلى الخارج أولاً بأول وبسرعة.
كنت أنحني كثيراً وأنا أمر عبر ممرات مدن تحت الأرض هذه وقرأت أن ارتفاع الممرات يتراوح بين 160- 170 سم. فكم كان طول البشر الذين حفروها؟ لابد أنهم كانوا قصاراً أو متوسطي الطول. ومع ذلك أرجح أنهم كانوا أقوياء إذ رأيت الأبواب الصخرية الدائرية التي كانت تغرق من الداخل فقط، وهي ضخمة وثقيلة من صخر أصم بسمك أكثر من نصف متر وقطر يتراوح بين 170- 175 سنتيمترا ويزن الواحد منها نصف طن. وتحريك صخرة هذا شأنها لابد له من قوة لم أجدها عندي على أي حال عندما حاولت زحزحة إحدى هذه العجلات- الأبواب الصخرية، فلم تتزحزح ولو سنتيمتراً واحداً.
في جدران الحجرات والممرات والدرج لاحظت أن هناك فجوات صغيرة عرفت أنها كانت مواضع قناديل الزيت التي تضيء ليلا ونهاراً مدن تحت الأرض. انطفأت القناديل منذ زمن بعيد يقدره البعض بالقرن الثامن عندما لم تعد تستخدم هذه المدن للسكنى أو الإيواء وسدت الأمطار والثلوج وما تحمله السيول مداخلها وفوهات مداخنها وقنوات تهويتها وبنى اللاحقون قراهم ومدنهم عليها حتى أعادوا اكتشافها مدهوشين. وكنا نزورها بدهشة أظن أنها ستبقى طويلاً في الذاكرة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.imitek.ahlamontada.net
واحة المشاعر
أميتكي مراقب عام
أميتكي مراقب عام
واحة المشاعر


ذكر
عدد الرسائل : 449
العمر : 46
الموقع : rabat
العمل/الترفيه : التجارة \\ السياحة الجبلية و المطالعة
المزاج : اوداد في اعالي تيرفي
تاريخ التسجيل : 15/10/2008

كابادوكيا... أعجوبة الحجر والبشر .. تركيا Empty
مُساهمةموضوع: رد: كابادوكيا... أعجوبة الحجر والبشر .. تركيا   كابادوكيا... أعجوبة الحجر والبشر .. تركيا Empty14.01.09 23:41

.
كنز تحت المقبرة

برغم أن الطريق إلى بلدة افانوس لا يمتد أكثر من ثلاثة عشر كيلومتراً شمال أورجوب، فإن الطريق بدا لي غنياً وكأنه بامتداد مائة كيلومتر، دروب الجبال المحروسة بالشجر والوديان المفعمة بالخضرة ثم وادي بيريبكلان الذي تحتشد فيه الأقماع أو المخروطات أو المداخن أو الأنصاب الحجرية بشكل يبدو معه الوادي وكأنه غابة تنتصب فيها هذه التشكيلات المصطبغة بلون قرمزي خاص في هذا المكان. فكأنها تهيئة للدخول في مدينة النهر الأحمر والصلصال الأحمر "أفانوس" والتي يرحب بك عند مدخلها صرح نحتي من حجر كريمي ضارب إلى الحمرة يمثل صانعا للخزف يجلس وراء دولابه وبين يديه تتشكل آنية من أواني أفانوس الفخارية الحمراء الشهيرة، وعند قدميه تجلس صبيتان توليانا ظهريهما وهما تنكبان على نول أمامهما تتشكل عليه سجادة من سجاجيد كبادوكيا.
أفانوس بلدة صغيرة تدخلها عبر جسر على نهر يسمى كيزيلير ماك "أي النهر الأحمر" وهو أطول أنهار الأناضول واسمه يطابق واقع حاله لأنه يتماوج بتيار من مياه حمراء أخذت لونها من حمرة التربة المكونة لحوضه ولتربة أفانوس كلها والتي كان ولايزال يؤخذ منها أفضل أنواع الصلصال لصنع الأواني الفخارية الخزف النادر. وبرغم أن افانوس غارقة في الخضرة وذات طابع قروي أنيق، فإنها في جوهر نشاطها ورشة فنية كبيرة تتوزع أعمالها على كل بيوت البلدة ومصانعها ومعارضها وتجذب أنظار وأقدام العارفين بشأنها من كل أنحاء العالم.
كان الاختيار صعباً بينما المتاح من الرؤية كثير، لهذا قنعنا بأقرب هذه الورش إلى الطريق، هبطنا درجاً صغيراً وسط حديقة صغيرة لما بدا أنه منزل خاص جميل وبسيط، وعبرنا قوس بوابة صغيرة فإذا بنا نهبط تحت الأرض ونوغل في "عالم" من عوالم الفن والحرفة رفيعي المستوى. راجعت الملاحظة التي دونتها من يافطة المدخل "سيرشا- الساناتلاري مركزي شيني- كيراميك إيما لاثانزى". لم أفهم من ذلك إلا أن المكان مركز لصناعة الخزف تملكه عائلة "سيرشا" . لكنني لم أجد عائلة بل وجدت قبيلة، مجموعات من البشر المستغرقين في عملهم حتى بدا أنهم لم يلتفتوا إلى وجودنا. ممرات مطروسة بأرفف لتجفيف المنتجات وهي طيناً عارياً لا تزال، ثم صالة واسعة انهمك فيه أكثر من ثلاثين فناناً وفنانة تحت إضاءات خاصة يرسمون الأطباق والأواني، ثم ممر يفضي إلى صالة أخرى يعالج فيها فنانون بالتثقيب رسوما على ورق رقيق، ومكان واسع به أفران كهربائية ضخمة، ولما وجدت أنني سأغرق أو أتوه في هذا العالم الفني التحت أرضي طلبت من يغيثني وعلى الفور أحضروا "إبراهيم توركن" الذي يعمل بالمكان ويجيد الإنجليزية ويجيد نقل افتتانه بالحالة التي يمثلها المكان إلى مستمعيه، وهو افتتان عن جدارة. مضينا مع إبراهيم، يعبر بنا ممراً ويضيء نوراً فنجد أنفسنا في قاعة ومن قاعة إلى قاعة، معارض واسعة فاخرة تحت الأرض ثرية ثراء مذهلا بمنتجات الفخار والسيراميك شديدة الرقي تتناغم ألوانها زرقة وتشتعل بالحمرة أحياناً وتصخب بكل الألوان في أحيان أخرى وتتخلل بعضها عروق الذهب أو الفضة فتغدو من مقتنيات القصور. وكل هذا تحت الأرض! في هذا المكان الذي لا يكف عن الاتساع ويبلغ حتى لحظة زيارتنا 4200 متر مربع يعمل 120 فناناً بينهم 76 من عائلة سيرشا التي توارثت المكان والحرفة- الفن جيلا بعد جيل حتى وصلت إلى الجيل الشاب الموجود حالياً.
يقول إبراهيم توركن إنهم ينتجون خزفيات إيزينك الملونة وهي ذات تقاليد تعود إلى منشأ الأتراك في تركمنستان بوسط آسيا. فهناك كانوا يصنعون هذا النوع من الأواني الفخارية الملونة وكانوا يحتفظون بالصلصال مخزنا حتى عشر سنوات ليكتسب صفات نادرة من الصلابة والقوة والخفة وهم هنا يحاولون مواصلة التقاليد ذاتها وإن باختلافات حتمتها المستجدات فالطبق- أو الآنية- يشكل من الصلصال ويترك ليجف طبيعياً حتى شهرين ثم يجفف في فرن درجة حرارته 950ْ م لمدة 16 ساعة ويرسم ويلون ويطلي بورنيش الجلاز الذي يعطيه الشفافية والالتماع ثم يجفف في فرن درجة حرارته 1040ْ م لمدة 12 ساعة.
في أبهاء ورشة الفن الجميل التحت أرضية هذه توقفت أمام فنان يعمل في طبق كبير جداً أمامه، تحت أضواء مركزة، اسمه باهري بولوت ومعنى اسمه بحري الغيمة أو السحابة، وهو اسم معروف في عالم هذا الفن، كان الطبق الذي أمامه بلون الفخار الكريمي العاري وهو يرسم عليه زخارف معقدة متداخلة وثيقة الصلة بالفن الإسلامي والطبق يبلغ قطره 120 سنتيمتراً وسيدخل به مسابقة الأرقام العالمية.
إن بحري السحاب يستل الزخارف من رأسه دون الاعتماد على أي تصاميم مسبقة، وهو إذا أخطأ يتوقف عن العمل لهذا يستبق الخطأ بالتوقف إذا أحس بأنه سيفقد عمق تركيزه ومن ثم كان حديثنا المقتضب معه يكلفه التوقف ساعة على الأقل حتى يعود إلى التركيز والإمساك بخيوط التصميم الذي في رأسه. يقول إبراهيم توركين إن ألوان مصنوعاتهم لا يدخل فيها عنصر الرصاص ومن ثم يمكن أن يأكل فيها الناس بلا خوف من التسمم البطيء كما في ألوان الأطباق الخزفية الصناعية، ويمسك إبراهيم بطبق ويسكب فيه بعضاً من الكحول ويشعل النار حتى تتلاشى وإذا بالطبق هو هو لم تتغير ألوانه. ثم بعد أن يبرد الطبق يرفعه إبراهيم مرتكزاً على أصابع يده اليسرى من أسفل ويضرب بأصبعه السبابة اليمني على حافة الطبق فنسمع رنينا كأنه رنين أجراس ومعدنية، فيقول إبراهيم: إذا لم تسمع هذا الصوت فاعرف أن الطبق ليس من فخار "إيزينك".
وعندما تهيأنا للمغادرة قال لي إبراهيم: عندي لك مفاجأة، فهذا المكان كله يقع تحت مقبرة البلدة وقادني إلى سطح الأرض ثم رحنا نصعد التلة التي تمتد تحتها الورشة وكانت هناك المقبرة بالفعل تتناثر شواهدها الرخامية ساكنة هادئة في ضوء الشمس.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.imitek.ahlamontada.net
واحة المشاعر
أميتكي مراقب عام
أميتكي مراقب عام
واحة المشاعر


ذكر
عدد الرسائل : 449
العمر : 46
الموقع : rabat
العمل/الترفيه : التجارة \\ السياحة الجبلية و المطالعة
المزاج : اوداد في اعالي تيرفي
تاريخ التسجيل : 15/10/2008

كابادوكيا... أعجوبة الحجر والبشر .. تركيا Empty
مُساهمةموضوع: رد: كابادوكيا... أعجوبة الحجر والبشر .. تركيا   كابادوكيا... أعجوبة الحجر والبشر .. تركيا Empty14.01.09 23:50

كل هذا الفن تحت الأرض، وتحت أرض المقبرة تحديداً؟ سألت نفسي مدهوشاً من قدره الإنسان على مواصلة الحياة بإبداع رغم وعيه بفنائه ووجوده المؤقت المحدود على ظهر كوكب قلق الاستقرار هائم وهش ومصيره كما مصير سكانه إلى زوال.
إنني أظن أن أفضل ما حصلت عليه في كبادوكيا هو إكباري لأعجوبة الإنسان وخلق الإنسان، ومن ثم الشكر والحمد لله العظيم خالق هذا الإنسان. فبقدر قسوة امتحان الإنسان في مواجهة الطبيعة الجبارة والزمن الأكثر جبروتاً من الطبيعة أودع الله في أشرف خلقه سراً عجيباً جعله يواجه وعيه بمصيره المتهافت والزائل بالانخراط في تدبير حياته الممكنة والتسامي بها روحاً ونشداناً للجمال.
لقد ثارت البراكين وخمدت وكان الإنسان في حيرة مع العالم يبحث عن ملاذ دافئ فوجد جوف الأرض الحجري الهش من توفا البراكين يمنحه حرارة 15ْ م يستطيع معها مواصلة الحياة حتى يذوب الجليد، ويستعين في ذلك بخلعة من صوف حيوانه وجرعات من لبنه ولقيمات مما اختزنه تحت الأرض.
ثم إنه- هذا الإنسان- لم يكتف بمجرد الحياة الملاذ تحت الأرض، بل تحت الأرض راح يرسم ويلون ويغني رأيت ما رأيت في أفانوس. وفي مكان اسمه "كراكوش" قضينا سهرة راقية على عشاء طيب. والمكان منحوت أيضاً من حجر التوفا البركانية تحت أرض كبادوكيا، وهو مطعم فاخر دائري التكوين في وسطه خشبة مسرح تصعد وتهبط وحوله رواق دائري يقوم على أعمدة اسطوانية متقنة ذات تيجان مزخرفة، وكل هذا نحتاً في الحجر! وعلى مدار الرواق الدائري تتوالى "البنوارات" التي صفت فيها المقاعد في مستويين يتيحان الرؤية لأكثر من ألف إنسان يأكلون ويشربون في وقت واحد. لكن الخمر والتصوير والحديث بصوت عال كل هذا ممنوع، فالعرض عرض روحي، لدراويش المولوية الذين سيرقصون مع موسيقى النايات والأناشيد المستلهمة من ابتهالات مولانا جلال الدين الرومي.
خبت الأضواء إلا طيف بنفسجي ضعيف فكفت الملاعق عن الرنين، وهمس الهمس، وأخذ في الصعود صوت الناي، وبدأ الدراويش في الظهور كأنما ولدوا من بنفسجية العتمة الشفيفة أو من مسيل النايات الشجية. ثم راحت بقعة ضوء تظهر وسط الدائرة وتتسع فيما كانت طبول خفية يعلو دقها. وفي غمرة الضوء والإيقاع تجلى الدراويش، قائدهم في عباءة سوداء طويلة وعلى رأسه ذلك الطربوش الدقيق الطويل، وهم في عباءات بيضاء من قطعتين وعلى رءوسهم ذات الطرابيش الطويلة المستدقة. وغنى صوت عميق رخيم فكان رقص الدراويش.
إن الدرويش يبدأ رقصته بيديه مكتفتين على صدره وراحتيه على منكبيه- الراحة اليمنى على الكتف الأيسر، واليسرى على الكتف الأيمن، ينحني في تحية عميقة بطيئة ثم يصعد ويبدأ الدوران محرراً يديه منزلهما ببطء، ويعود بذات البطء وهو يدور يرفعهما، وعند وصول ذراعيه إلى مستوى الكتف يفتح مرفقيه ويرفع يديه إلى أعلى من رأسه بزاوية مفتوحة قليلاً فيما وجهه يعلو فكأنه وهو يدور يتضرع وتكون التنورة البيضاء قد تحولت إلى دائرة واسعة وتهدأ الموسيقى فيستمر الدوران على ذات الوضع حينا، ثم تسكت الموسيقى فيخفت دوران الدرويش وهو يعود إلى تكتيف ذراعيه كما بدأ، وتنغلق التنورة المفتوحة ملتمة على جسم الدرويش النحيل فكأن شراعا يطوى على نفسه معلنا عن خاتمة الإبحار. ويعلو الغناء فينحني الدرويش بعد الجمود ويصعد في بطء خاشع فيما لا أميز من كلام الغناء المأخوذ من أشعار مولانا جلال الدين الرومي باللغة التركية غير: "أشكر ربي". وأميز أيضا، وبالطبع: لا إله إلا الله.
ثم تخفت الأضواء لتعود العتمة البنفسجية الشفيفة التي ينسلَّ عبرها الدراويش، فكأنهم لم يكونوا في المكان ابداً، أو أنهم طيف عبر، أو حلم تلاشى.
يدوم فضاء الظلمة البنفسجية حينا، والمسرح خال، الألف إنسان- مسلمين وغير مسلمين- يلبثون على صمتهم كأنهم في جمدة، فتفيض عيني وتنشد روحي: "أشكر ربي. أشكر ربي. لا إله إلا الله" .

مجلة العربي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.imitek.ahlamontada.net
عاشق اميتك
صاحب الموقع
صاحب الموقع
عاشق اميتك


ذكر
عدد الرسائل : 1416
العمر : 43
الموقع : منتديات أميتك الحرة
العمل/الترفيه : أعمال حرة
المزاج : tga yzmmaz
تاريخ التسجيل : 10/10/2008

كابادوكيا... أعجوبة الحجر والبشر .. تركيا Empty
مُساهمةموضوع: رد: كابادوكيا... أعجوبة الحجر والبشر .. تركيا   كابادوكيا... أعجوبة الحجر والبشر .. تركيا Empty15.01.09 0:08

صديقي لك مني ما لا تستطيع الكلمة التعبير عنه من مشآآآآآآآآعر الاخوة والصداقة والتقدير الخاص لمستوى نشاطك بالمنتدى الغالي على انفسنا.وارجو ان نوفيك حقك وسائر اعضاء المنتدى الرائعين والاكثر نشاط خاصة

مشكور على النقل والمجهود الجبار

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://imitek.ahlamontada.net
واحة المشاعر
أميتكي مراقب عام
أميتكي مراقب عام
واحة المشاعر


ذكر
عدد الرسائل : 449
العمر : 46
الموقع : rabat
العمل/الترفيه : التجارة \\ السياحة الجبلية و المطالعة
المزاج : اوداد في اعالي تيرفي
تاريخ التسجيل : 15/10/2008

كابادوكيا... أعجوبة الحجر والبشر .. تركيا Empty
مُساهمةموضوع: رد: كابادوكيا... أعجوبة الحجر والبشر .. تركيا   كابادوكيا... أعجوبة الحجر والبشر .. تركيا Empty15.01.09 23:42

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.imitek.ahlamontada.net
واحة المشاعر
أميتكي مراقب عام
أميتكي مراقب عام
واحة المشاعر


ذكر
عدد الرسائل : 449
العمر : 46
الموقع : rabat
العمل/الترفيه : التجارة \\ السياحة الجبلية و المطالعة
المزاج : اوداد في اعالي تيرفي
تاريخ التسجيل : 15/10/2008

كابادوكيا... أعجوبة الحجر والبشر .. تركيا Empty
مُساهمةموضوع: رد: كابادوكيا... أعجوبة الحجر والبشر .. تركيا   كابادوكيا... أعجوبة الحجر والبشر .. تركيا Empty15.01.09 23:55

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
سجاد كبادوكيا ينسجونه بالغرز لا بالعقد ألوانه قوية وتصميماته منمنمة ويتبادل تدقيقه صانعان ومصانعه تحت الأرض وفي تجويف الحجر

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
من قاعة كاراكوش الشاسعة الباذخة النحفورة في الحجر تحت الأرض انشاد وغناء وطعام طيب تصاحبه الموسيقى

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
تحت الأرض ورشة هائلة لفنون الخزف ومعارض متألقة، كل هذا محفور في الحجر، تحت أرض المقبرة

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
تحت الأرض ورشة هائلة لفنون الخزف ومعارض متألقة، كل هذا محفور في الحجر، تحت أرض المقبرة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
احتمى الإنسان القديم بالبيوت النحفورة في الحجر ولامدن الغائرة تحت الأرض، وحولها الإنسان الحديث إلى مصانع ومعارض للرزق

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
احتمى الإنسان القديم بالبيوت النحفورة في الحجر ولامدن الغائرة تحت الأرض، وحولها الإنسان الحديث إلى مصانع ومعارض للرزق

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
احتمى الإنسان القديم بالبيوت النحفورة في الحجر ولامدن الغائرة تحت الأرض، وحولها الإنسان
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
احتمى الإنسان القديم بالبيوت النحفورة في الحجر ولامدن الغائرة تحت الأرض، وحولها الإنسان الحديث إلى مصانع ومعارض للرزق
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.imitek.ahlamontada.net
 
كابادوكيا... أعجوبة الحجر والبشر .. تركيا
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» صمت الحجر
» ورشة عمل: ( الموازنة الفعالة والرقابة علي التكاليف)اسطنبول – تركيا 15 – 24 يونية 2014م

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات أميتك الحرة طـاطـا :: منتديات الترفيه :: •:**:•. █ ..::بيت السياحة والأستجمام. ::.. █ .•:**:•.-
انتقل الى: