يدهب الناس في التأثير والتأثر في ما بينهم في طريقتين : الاول يتأثر بالروحانيات والسلوكيات الراقية الرفيعة
والثاني ويسلكه الاغلبية :يتأثر بالماديات والسلوكيات والأخلاقياتالتي تجلب أكبر قدر من القيمة المادية ولعل الكفاح و الصراع في سبيل المال لم يسبق ان بلغ من الحدة و الشدة في اي عصر من العصور ما بلغه في عصرنا هذا...
ويبقى السؤال أي الطريقين تسلك؟ ..قبل الاجابة يجب ان نوضح أولا أن غريزة الاقتناء وحب الثراء شيء فطري في الانسان. ولكن القيمالخلقية و العقائد والتقاليدو الأخلاقيات السامية الرفيعة في مرتبة أسمى من مرتبة المال فلا يضحون بها أو يخرجونة عليها مهما قويت عوامل الاغراء أو بلغت بهم الحاجة الى المال....
و كان المشرق دلئما مهبط الديانات السماوية ومصدر الاخلاق القويمة ينزع فيه الناس دائما الى المغالاة في الاحتفاظ بالروحانيات وعدم الاهتمام بالماديات الدنيوية الى ان جاءت حضارة الغرب تغزو تلك القيم وتتغلغل في مشرقنا حاملة المادة فوق كل اعتبار ...
وثبت ان اللإغراء في المطامع المادية من أهم عوامل شقاء الانسان كفرد و المجتمع كأفراد... وهو مبعث أغلب المشكلات الخطيرة التي يعانيها العالم اليوم....
والشخصية المؤترة الجدابة راجحة التفكير تستطيع أن تدرك أن الاندفاع في أحد هذين الطيقين لا يمكن أن يؤدي الى ما تهدف اليه من الحياة وطريق النجاح الحق هو طريق وسط بينهما ..
و الفقر يؤدي الى تلبد العقل وذل النفس كما أن المال لا يفيد في التحرر من نيران القلق .ولكن الطريق الوسط يتيح الفرصة أمام النسان للنضوج و السمو و الاستمتاع و المساهمة في الخدمات اللإنسانية مادام قادرا على القيام بذالك .. ولو نظرنا الى أولائك
الذين ولدوا وفي أفواههم ملاعق من ذهب نجد معظمهم لا يبذل من الجهد ماهو مطلوب منه كي يحيا كلإنسان مؤثر بأخلاقياته و
تصرفاته بل نجد أن معظمهم يلقى عناءا كبيرا في سبيل نمو شخصيته ونضوج عواطفه.كما ان نمو العضلات يستلزم التمرين والحركة وبذل الجهد.. كذالك نمو الشخصية يستلزم مواجهة الصعاب و التمرس بالمسؤوليات ... وهذا النمو يتضمن تهذيب الغرائز وسهولة التحكم فيها وتنمية حاسة الحكم الصحيح على الأشياء و القدرة على القيام بالواجبات و المسؤوليات ومواجهة الطوارئ
والمفاجأت و الازمات التي لابد منها من وقت لأخر....
وخير الأمور أوسطها ... فلابد أن يسلك الإنسان مسلك السعي الدائب وراء النجاح في الحياة العملية في اطار تمسكه بالمبادئ والقيم الانسانية الراقية.....
وكل الثقة أن مقياس النجاح الحقيقي للإنسان ليس في ما يبلغه في دخله من عمله أو رصيده في البنوك أو ما يملك من أطيان وعقارات وخلافه..لأنه قد يكونالك على حساب الشرف والكرامة والأخلاق . لكن مقاييس النجاح تتوقف على مدى استغلال الفردلمواهبه وقدراته ودى افادته من النجاح يتوقف على مدى استغلال الفرد لمواهبه وقدراته ومدى افادته من الفرصالمتاحة له وكيفية تغلبه على كل ما يصادفه من متاعب وعقبات .ولقد لمست بنفسي من خلال علاقتي الشخصية