اكتشفت أننا نحن الرجال نفعلها ونهرب كأي مجرمين
لا أحد يحتفل بي ولا أحد يعيرني اهتماما الكل أصبح يحتفل بعيده الوطني الا أنا. لحقوق الانسان عيد للطفل عيد للمحفوظات عيد وحتى بعض الكائنات صار لها عيد وطني. كم أحسست بالاهانة عندما احتفل البيض بعيده الوطني وقد قررت أن أقاطعه بشكل مؤقت وبررت ذلك بكون السيد البيض في نظري ليس في حاجة الى يوم عالمي كل ما يحتاجه هو أن يبحث عم أصوله ويجيبني عن السؤال الفلسفي الذي يقول: من سبق البيض أم الدجاجة ؟
صديقتي خاصمتني هذا اليوم وأطلقت نافورة من الدموع ورفضت الحديث معي واستنجدت بكل من يعرفني ويعرفها لأني نسيت تهنئتها بمناسبة 8 مارس ولم أحضر معي
ثمينة ولم أقل لها كلمة رقيقة تجعلها تشعر بأنها امرأة حقا كما قالت رغم أني لم أصرح لها يوما بأنها رجل.
لا أحد يقول إن المرأة رجل ومن حقها أن تحتفل بيومها العالمي وأن تصبح ذكرا إن شاءت لكن من حق الرجال أيضا ودفاعا عن مبدأ المساواة أن يرفضوا أداء ثمن عصير البرتقال الذي تطلبه المرأة كلما جلست مع رجل في المقهى لأن ذلك يقلل من شأنها ويجعلها خاضعة لسلطة الذكر المادية.
ولا زلت أتذكر حكاياتي مع فتيات (الموضرن) عندما كن يلحن على توريطي بمنح النادل -مضطرا- ثمن العصير والقهوة بينما يجلسن ولمكرهن غير مباليات يتلمظن حلاوة الكأس ويتشفين في. أنا الذي بددت أموالي القليلة من أجلهن. فهن ذكيات يطالبن بالمساواة لكنهن يرفضن الأداء كلما جلسن في مقهى ويتركن هذا العمل للرجل ولا يعترفن بشهامته ورجولته إلا في هذا الأمر.
وقد دفعني هذا السلوك منهن الى التفكير في التحول الى امرأة وقلت أنه جميل أن تصبح امرأة لأن ذلك سيمنحك مجموعة من الامتيازات أهمها إمكانية الجلوس في المقهى مجانا وشرب العصير مجانا وتلقي الهدايا من كل حدب وصوب مجانا أيضا. حاولت تقليد النساء أكثر من مرة لكن تبعات ذلك من أعمال منزلية شاقة وبطن منتفخ لشهور جعلني أتراجع الى الوراء وأكتشف كم نحن الرجال أغبياء نفعلها ونهرب كأي مجرمين..
الا أن المشكلة الكبرى تكمن في المتاعب والمشقات التي ستعترض طريق كل مقدم على مثل هذا الاختيار لأن عددا من الرجال لن يتحمل وضع أحمر الشفاه مرتين أو ثلاثا في اليوم ولن يجد نفسه مستعدا لقراءة مجلات الموضة وشراء آخر ماسكارا لتزيين رموشه كما أنه لن يتعود على اقتناء الأحذية ذات الكعب العالي ليس لعدم ملاءمتها له بل خوفا من السقوط وفقدان التوازن قبل كل شيء. فأن تكون امرأة مسألة تحتاج إلى أناقة كبيرة وقدرة خطيرة على التجول في محلات الملابس وهي أمور قلما توفرت في رجل.
بعضهن سيعتبرن هذا المقال رجعيا ومتخلفا وعدوانيا وضد المدونة الجديدة لكن هناك ردا جاهزا لردهن على أعقابهن عاجزات عن الإتيان بجواب مقنع:
فقد حاولن لسنين أن يقطعن شعورهن مثل الرجال وارتدين سراويل الجينز بهدف التشبه بهم دون أن يتنازلن عن حظوة عدم أداء ثمن عصير البرتقال الذي يفضلنه على غيره ولا أحد يعرف السبب بينما يرفضن أن يقلدهن الرجل بإطالة شعره ولبس تنورات قصيرة وجعل المرأة تؤدي الفاتورة بدلا عنه
يا رجال العالم اتحدوا ولا تتركوا جمال الفتيات يخدعكم هناك مؤامرة خطيرة تحاك ضدكم وضد رواتبكم الذي يضيع بين الأعياد والهدايا والمناسبات والمقاهي والعطور طالعوا الأخبار وستعرفون أن بنات حواء يعددن العدة للسيطرة على العالم وأصبحن يتوفرن على انتحاريات في العراق مثل الرجال تماما وعلى زعيمات وألمانيا كل هذا بغية الوصول إلى أهدافهن وإخضاع الذكور.
وفي الأخير أؤكد أنني لست ضد النساء أحبهن وأراهن جميلات لكني لم أستسغ بعد ما حدث لي حينما ساندت تظاهرة للدفاع عن حقوق المرأة في الدار البيضاء. فقد قضيت يوما كاملا جانبهن بلا اكل ولا شراب وصرخت حتى باحت حنجرتي وعند نهاية المسيرة أخذت كل منهن تاكسي صغير الى منزلها ويقيت وحيدا أشير والوح وأعمل الاوتوستوب دون ان أجد وسيلة نقل تعود بي الى البيت.
كل 8 مارس وأنتن بالف خير