مضت ست سنوات دون ان تتلقى اي مذكرة اخرى منه.ثم بعد ذلك كتب لها انه اكمل
المرحلة الثانوية واحرز المرتبة الثالثةقي فصله.
وانها حتى الان مازالت تحتل مكانة افضل
معلمة قابلها في حياته.وبعد انقضاء اربع سنوات على ذلك تلقت خطابا اخر منه يقول لها فيه: ا
ن الاشياء
اصبحت صعبة وانه مقيم في الكلية لايبرحها، وانه سوف يتخرج قريبا من الجامعة
بدرجة الشرف الاولى.واكد لها انها افضل واحب معلمة عنده حتى الان.وبعد اربع سنوات اخرى تلقت خطابا اخر قال لها : ا
نه بعد حصوله على الباكالوريوس
قرر ان يتقدم قليلا في الدراسة واكد لها مرة اخرى انها افضل واحب معلمة قابلته
طوال حياته.ولكن هذه المرة كان اسمه طويلا بعض الشئ..
دكتور ثيودور اف ستودارد.لم تتوقف القصة عند هذا الحد،بل بعث لها خطابا في ذلك الربيع يقول:
انه قابل
فتاة ويريد الزواج بها، وطلب منها الحضور لحفل زفافه وان تجلس مكان والدته.علما ان اباه توفي منذ سنتين وقد اخبر
السيدة تومسون بذلك في احد خطاباته.
فعلا وافقت على طلبه. والعجيب في الامر انها حضرت وهي ترتدي العقد نفسه
الذي اهداه لها في عيد الميلاد منذ سنوات طويلة، والذي كانت احدى احجاره
ناقصة،والاكثر من ذلك انه تاكد من تعطرها بالعطر نفسه الذي ذكره بامه في اخر
عيد ميلاد.
احتضن كل منهما الاخر وهمس
الدكتور ستوارد( الذي كان يسمى في صغره تيدي)
قائلا: ا
شكرك على ثقتك في،واشكرك اجزل الشكر على ان جعلتني اشعر بانني
مهم وانني يمكن ان اكون مبرزا و متميزا.فردت عليه
السيدة تومسون والدموع تملا عينيها:
انت مخطئ، لقد كنت انت من
علمني كيف اكون معلمة مبرزة ومتميزة.فانا لم اكن اعرف كيف اعلم حتى قابلتك.تيدي ستودارد هو الطبيب الشهير الذي لديه جناح باسم مركز ستودارد لعلاج
السرطان في
مستشفى ميثوددست في ولاية
ايوا بالولايات المتحدة الامريكية.
ويعد من افضل مراكز العلاج ليس في الولاية فحسب وانما على مستوى الولايات
المتحدة الامريكية.
ان الحياة مليئة بالقصص والاحداث التي ان تاملنا فيها افادتنا حكمة واعتبارا.
والعاقل لاينخدع بالقشر عن اللب، ولا بالمظهر عن الجوهر، ولا بالشكل عن المضمون
يجب الا نتسرع في اصدار الاحكام، وان نتريث خاصة اذا كان الذي امامك نفسا
انسانية محفوفة بالغموض، توارت خلف العواطف والمشاعر والاحاسيس والافكار.