ونمت في سرير يوسف ابن تاشفين...

شاءت الأقدار أن أودع السيدة 2010 في مدينة مراكش. ابراهيم صديق لي يسكن بمراكش أسر علي قضاء رأس السنة في هذه المدينة الحمراء وأيضا حضور افتتاح ملعب وأيضا زيارة ضريح جدنا يوسف ابن تاشفين المرابطي. وفعلا قبلت الدعوة بكل سرور وركبت أول حافلة في اتجاه مراكش. وصلت الى محطة باب دكالة ومازلت منشورا تحت الشمس انتظر سيارة أجرة تقلني الى حي الداوديات حيث يقطن الصديق. طاكسيات كثيرة تمر دون أن تتوقف رغم أنها فارغة. من يتكرم بالوقوف يفضل أن يحدد الاتجاه بنفسه. وعندما تحتج يدعي أنه أنهى عمله.. صديقي وضح لي أن الكثير من الأمور تغيرت في هذه المدينة: سائقوا الطاكسيات في مراكش لم يعودوا كما كانوا فقدوا كثيرا من تلقائيتهم غيرتهم العملة الصعبة وتطور المدينة المهول. لم تعد البهجة تلمع في عيون مستخدمي الفنادق ونادلي المقاهي وسائقي الطاكسيات اختفت البسمة وحلت مكانها بريق يشبه الاحتيال. مشكلة السائق المراكشي أنه يعتقد أن اذكى من الجميع لكن في النهاية يجده بلا شغل جنب دربهم.
مدينة مراكش امتلأت بشخصيات أجنبية جائت لتقضي عطلة رأس السنة الليل رائع على تيراس مقهى في جامع الفنا كأنك تجلس في مقهى فرنسي على يميني شخص أجنبي يطالع ( لوموند دوبلوماتيك ) بسيجارته الجيتان المشتعلة يبدوا مهذبا وذكيا فجأة رمى الجريدة وندى على صديق راه يعبر. فهمت من خلال حديثهما أنهما موسيقيان (يدوران الحركة) في مطاعم سياحية الصديق اسمه مارتان نزل على المقهى كالباطل لم يتوقف عن الكلام منذ جلس يحدث عن الموسيقى كأنه موزار. قال انه اشتغل في فندق في ملكية اندري ازولاي ثرثار بشكل لا يصدق يستعرض أفكار غبية حول الموسيقى ومقاطع مطولة من سيرته الفنية ويردد اسم ازولاي في كل مرة. كدت أنفجر ضاحكا لكنني نهضت وانصرفت رفقة ابراهيم في اتجاه الفندق. انها الثانية ليلا وموسيقى سوسية تنبعث من كل مكان – ازنزارن- صاروا أسطورة حية واستحقوا مكانهم في الساحة. نغمات أخرى لكبار الروايس تنبعت من احدى الحلقات. في جانب الساحة حلقة مكتظة وهرج ومرج ورقص محموم على البانجو يرأسها الفنان الأمازيغي ابراهيم حماتة. على بعد متر منهم رجل عجوز أمامه اضاءة خافتة يتأبط ريبابا صغيرا هو وابنه ويعزف نغمات لا أحد يقف قربه أو يلتف حوله اقتربت منه واكتشفت أنه ليس سوى الرايس محمد اوتحناوت الذي كان في فترة من الفترات أحد اعمدة الروايس.
في اليوم الموالي كنت مع موعد هو الأبرز في هذه الزيارة_ أنا وابراهيم رفقة صديق مراكشي_ الموعد هو زيارة قبر القائد المرابطي الذي كان له فضل وضع الأساس لأول بناء في هذا المكان الذي صارت تؤمه اليوم أفواج السياح من كل فج عميق والذي كان قبل ذلك - موضع صحراء رحب الساحة واسع الفنا خلاء لا أنيس ب هالا الغزلان والنعام ولا ينبث الا السدر والحنظل – كما جاء في التاريخ. بعد رحلة متوسطة وصلنا الى ضريح الأمير المرابطي ..باب من خشب كتبت عليه بخط يد عبارة ( ضريح يوسف بن تاشفين)
الضريح متواضع ولا يليق بمكانة بهذا الرجل الذي غالبا ما يثار اسمه حين يتم الحديث عن زمن التأسيس وتاريخ المدينة الحمراء انه منسي وحدها كتب التاريخ تبقى على خطى الرجل. بعد دردشة قصيرة مع شاب مراكشي كان بحانب الضريح قال : ان هناك من يشك في أن يكون ضريح يوسف ابن تاشفين يحتوي فعلا على قبر القائد المرابطي. وقبل عامين أطلقت جريدة الكترونية محلية (في ملك الشاب) استفتاء تلخص في توجيه سؤال مباشر الى متصفحي الموقع يقول: أين يوجد قبر يوسف ابن تاشفين مؤسس مدينة مراكش.
حسب الشاب من بين المتصفحين الذين اختاروا الاجابة عن السؤال أجاب 38 في المئة بمراكش- 33في المئة بأغمات – و29 ب لا أدري. وهو ما يعني أنثلثي السكان يجهلون مكان ضريح مؤسس مدينتهم مع الأخذ بعين الاعتبار أن يكون من بين الثلث الذي أجاب بمراكش لا يعرف مكان التحديد بالتحديد وهي نتيجة تزكي في رأي هذا الشاب حقيقة أن المغاربة لا يفهمون شيئا كبيرا في تاريخهم ويتساءل في نفس الوقت عن السر الثاوي الذي خلف عدم الاشارة الى موقع الضريح في المنطويات السياحية. وقبل ايام فقط من رأس السنة انهار سور يقع بجانب الضريح فكان ان اغتنمها البعض لقضاء حاجتهم على حائط الضريح.
صديقنا المثقف المراكشي الذي كان يرافقنا حين صادفنا أحدهم وهو في عز التبول على حائط يوسف بن تاشفين لم يجد هذا الصديق سوى أن يودعني متذمرا بقوله لو كان ليوسف بن تاشفين ملكة التنبؤ بالمال الذي سيكون عليه ضريحه في مراكش لكان قرر الاستقرار نهائيا في اشبيلية أو غرناطة أو الأندلس حين عبر اليها لنجدة ملوك الطوائف ولكان اوصى بدفنه هناك على الأقا سيضمن ألا يتبول على أحد احفاده على ضريحه..)
في المساء عدت رفقة ابراهيم الى الفندق -الذي كان يتخده يوسف ابن تاشفين مقرا لقيادته والعهدة عليه طبعا- وحسبه فان ابن تاشفين كان ينام في الغرفة التي سأناتم فيها بالضبط وعلى نفس السرير وقبل استسلامي للنوم كنت أتوقع ان ألتقي في نومي القائد يوسف بن تاشفين ونمت. وفي الصباح لا شيئ وجدت نفسي كما أنا بجانبي ابراهيم الذي مازال غارقا في نومه... لاصدى ولا يوسف ابن تاشفين ولا ظهرت حولي العفاريت وأرواح الموتى ولا أي كان. أنا القلق العادي وعرفت في الحين أن ابراهيم كان يلفق ويكذب علي ربما للتخفيف علي وعرفت أنه ينام بسهولة وعمق ..
من مراكش بشير أوتشواشت
__________________

بسم الله الرحمن الرحيم
تبارك الله عليك وتاشي انت بتفاجئني
في تفكير بتاعك فين بتروح الى مواضيع ما تجي
على بال الكثير من الاخوة المغاربة بس انا دبا تاكدت
انك امزيغي مغربي اصلي اب عن جدة وتاشي بحيي القلم بتاعك بزاف على الموضوع الي اكثر من رائع بزافففففففف
بتشكرك بزاف وتقبل مروري
مع تحيات امدوكال الفلسطيني

تحية شكر وتقدير لكم اخوان... شكرا لكم على المرور العطر
بارك الله فيكم

اشكرك اخي
موضوع جميل يستحق ان نقراه

bsaha wraha khoya lmsarya ma3ndi maysalk
lah ya3tik saha 3lla mawadi3k li kantab3ouha dima

merciiiiiiiiiiiiiiii

نشكرك اخي اولتشيواشت....
في السنة الشمسية الجديدة كنت عند قبر جدكم المرابطي يوسف ابن تاشفين
....أين نحن من ذاك الرجل
كانت دولته الاسلامية تمتد من الاندلس الى السنيغال الى السودان...
ولمعلوماتك... اخواننا السود في أقا أصولهم الاولى من السنيغال و السودان ومالي
من أيام الحكم المرابطي...
أيام كانت أقا مركز التجارة الافريقية . تجارة القوافل طبعا
وارجو لك كل التوفيق...
ولما لا أن تكون لك المبادرة في اعادة امجاد أقا

مرورك أسعدني أخي واحة المشاعر بارك الله فيك وأتمنى أن أعطي ولو شيء بسيط لأقا الحبيبة

سلام الرحمة

اولا وقبل كل شئ اود ان اهنئك اخي اوتشي لامرين.

1: كونك المشرف المميز وانت تستحق ذلك بالفعل.

2:على اسلوبك المتميز في الكتابة فقد استطعت ان تاخذني

بعيداوانا اقرا حكايتك في المدينة الحمراءوالتي اصبحت ارى انها

لم تعد تناسبها هذه التسمية.

كمااحسست بالمك اثناء زيارتك لضريح القائد الكبير يوسف بن

تاشفين والمؤسس العظيم لهذه المدينة. بالفعل انه لامر ينفطر

له القلب وانا اشاطرك الاحساس لانني رايت الضريح واحسست

بحرقة والم فلايسعني الا ان اقول تغمده الله برحمته واسكنه

فسيح جناته.فاذا كنا لانكرم الاحياء فكيف لنا ان نعترف بجميل

الاموات.

مشكور اخي اوتشي على المساهمة الاكثر من روعة

وارجو ان تفكر بجدية في كتابة مجموعة قصصية حتى ولو

كانت عبارة عن مذكرات يومية لشاب غيور على بلده

وحضارته الامازيغية.فاسلوبك السردي رائع.

تقبل مروري




ام هداية

شكرا لك أختي الكريمة أم هداية على متابعتك الدائمة لما اكتب وشكرا على المرور العطرة كما أود ان اشكرك على الحصور الدائم
بخصوص اقتراحك أختي الفاضلة أعدك ان شاء الله لنشر مذكراتي بعنوان ( مذكراتي انا الفاشل) سبق لي أن نشرتها في منتدى صديق ولقيت تجاوبا كبيرا قريبا ان شاء الله واتمنى أن تنال اعجبك أختي الفاضلة

سلام الرحمة

انه لتواصع منك اخي اوتشي ولكن لست متفقة معاك في كلمة

الفاشل. فالدماغ سبحان الله العظيم يلتقط كل الرسائل التي

نبعثها له ويبلورها الى ان يجعلها صفة لصيقة بنا. لذا يستحسن

ان نبعث له برسائل طيبة....مشجعة..ومنوهة..

كما اشكرك على اهتمامك بقراءة جميع المساهمات وكذا

حرصك على الرد على الجميع وانه لامر تستحق عليه التقدير.

لقد اخذت منك وعدا على محاولة نشر مذكرات شاب غيور........


تقبل مروري.بالتوفيق انشاءالله.

ام هداية

شكرا لك أختي ام هداية
( مذكراتي انا الفاشل) هي تجربة اعتراف بالفشل في بعض الامور بطريقة سخرية _ الفشل العاطفي _ الدراسي _ العملي... وحقيقة اخترت كلمة الفاشل كنوع من السخط على الوضع الدي تعيشه مدينتي وكدا الواقع الدي عشته في مدينة اقا ايام الدراسة الخ....

سلام الرحمة

من منا لم يمر بتجارب فاشلة في حياته وعلى جميع الاصعدة.

هذه هي الحياة.عبارة عن فصول خريف وشتاء وصيف وربيع..

اجعل شعارك..الارض التي اسقط عليها هي التي استند عليها

كي اقوم من جديد. فاذا لم تحس بالفشل فلن تعرف طعم

النجاح. فبالمتناقضات تعرف الاشياء.

ارجو ان تسميها اسما يليق بامازيغي حر وغيور ومتحد للظروف

ام هداية

اسمحو لي لن اقول كلمة

في الحقيقة قرات بعض مذكرات اقاوي فاشل ولم يتكون لدي الانطباع الذي يمليه العنوان على القاريء اي ضرورة ان يكون البطل فاشلا عاطفيا و....و...و....و....وبل على العكس من ذلك تماما فبمجرد دخولك فضول السرد للكاتب يتبين لك انك امام كاتب من طينة كبيرة وان لم يعترف بنفسه

احييك اخي اوتشي واشاطر الاخت الفاضلة ام هداية الراي في اختيار عنوان يليق بك كامازيغي مبدع معطاء ومبادر الى ما فيه خيرك وخير منطقتك والاخرين

واخيرا اشكركم على النقاش والموضوع المميز

سلام الرحمة

هيا اخي ابلوح لنتحد ونشجع اخانا اوتشي لانه يستحق ذلك.

لاننا امازيغ نحب ابناءنا ونشجعهم على المبادرة والعطاء.

ام هداية

لاشك ان الكلام الدي قله اوتشي نابع من شخصيته المتواضعة جدا ولا يعترف بفضله على الاخرين في حين يعترف الاخرين بفضله عليهم ولو معنويا
ونحن في هذا الصرح معك اخي اوتشي ونساندك بكل قوة حتى تطلق العنان لقلمك المبدع وتتحفنا بجميل كتاباتك التي بلا شك هي اقرب ما تكون الى مرجع روائي يمكن للجميع الاطلاع على مساهماتك به
واخيرا اشكرك اختي ام هداية على تفاعلك وتشجيعاتك المستمرة لجميع الاعضاء ونشكر ايضا المدير عاشق اميتك الدي اتاح لنا الفرصة للقاء والنقاش
وشكر خاص لاوتش ولكل الاحباء في المنتدى