ما لم أخبركم به من قبل هو أني منجم خطير أضرب الودع وأخط الرمل اضافة الى قدراتي الخارقة في قراءة الفنجان والطالع والتنبؤ بما سيحدث في الاتي من الأيام. وكم من مرة ربطت اتصالا هاتفيا مع قوى غيبية وتبادلنا ايميلات فهم أصدقائي وتجمعني بهم علاقات وطيدة تعززت في الاونة الاخيرة بفضل الثقة المتبادلة في ما بيننا كما أنني أملك خطا خاصا لي وحدي بكواكب المجموعة الشمسية وهي التي تخبرني بما سيحدث في الاتي من الايام. وكل ما سأقوله لكم الان هو نقل حرفي لما توصلت به من أخبار موثوق في مصادرها باعتباري أكبر منجم وعالم فلك في الكرة الارضية ولا ينافسني في ذلك بعض المدعيين أمثال الالوسي والتونسي حسن الشارني والمغربي عبد العزيز الخطابي.
مشكلتي انني استطيع التنبؤ بكل ما سيحدث لكل من يمشي على هذه الارض وأجهل مصيري أنا وحدي ولا أعلم ما ينتظرني من مفاجات. وعلى العكس هؤلاء الافاقين الذين يكذبون عليكم بتوقعاتهم أتوفر أنا على معطيات صحيحة مائة في المائة وليست مجرد تكهنات قد تخطيء أو تصيب. صدقوني اذن حين أقول لكم ان كوكب عطارد الذي كنت اعتمد عليه في الاخبار التي اكتبها قد احترق لقربه من الشمس وهو غير جاهز في الوقت الحالي لمدي او مد غيري بما سيقع في السنة المقبلة ومن قال غير ذلك فهو كذاب. أما أصدقاؤه زحل وأورانوس ونبتون وبلوتون فقد اتصلوا بي يوم أمس وأعلموني أن وضعكم(سكان المنطقة) في اقليم طاطا وخاصة مدينة أقا لن يكون أحسن حالا سنة 2011 وأن طالعكم أعزائي سيكون سيئا مهما حاولتم وبذلتم من مجهودات وما زاد في تأكيد هذا المعطى وبدد شكوكي في الابراج والاجرام السماوية أنني تلقيت رسالة الكترونية موقعة باسم كل النجوم جاء فيها أن لا جديد تحت الشمس ولا خير يرجى في أقا كما أني توصلت بلائحة أسماء من سيغادر هذه الدنيا في السنة المقبلة وقد قررت بعد تفكير عميق أن أحتفظ بها لنفسي وامحوها من علبتي الهوتمايل كي لا أتسبب في مشاكل لهؤلاء الذين سيكونون موتى في القريب العاجل ولئلا أجرح مشاعرهم الر قيقة والغليظة او أصيبهم بالهلع لأتركهم يتلقون النبأ الحزين من عزرائيل مباشرة ودون وساطة مني. وللأمانة فاني بكيت على الذين أحبهم من الموتى قبل أن يجذبني المشتري اليه لأنكم وكما تعلمون هو اكبر الكواكب المجموعةالشمسية وأكثرها جاذبية ويسر لي بأخبار كثيرة حيث تجاذبنا أطراف الحديث طو يلا ونممنا في سكان كل دواوير أقا قبل أن يؤكد لي أن الأسوء حدث في اقا وأن مدينتكم عصية على التنجيم لأنه لا يمكن توقع أشياء اكثر اثارة مما حدث في السنوات الماضية وحين سألته عن امكانية اخراج مشاريع تنموية التي وعدوا بها قبل انتخابهم الى الوجود ضحك المشتري في عبه وهمس لي بجملة تقول ( ليس في الامكان احسن مما كان) لكني لم أفهم ما كان يعنيه بالضبط قبل ان يوضح أن رئيس اجماعة القصبة سيتورط في سنة 2011 في قضية تناول المنشطات كان يستعملها للصبر على العطش لكني لم أصدق هذا الكوكب الذي يدل اسمه على أنه تلقى رشاوى من أعداء الرئيس وخصوم من معه.
وبسبب الأمطار الغزيرة والغيوم الكثيفة في السماء التي تشهدها البيضاء فاني لن أستطع ربط الاتصال بالمريخ والزهرة وزحل فقررت أن اكف عن ان اكون عالم فلك ولجأت الى معارفي السرية في السحرة وفي صنع التعويذات والخرزات والتمائم لأتقي مصائب عام 2011 وأحضرت دماء سلاحيف ورؤوس ضياع وسحالي ميتة وقنافذ وهيأت من الان وصفة سأطعمها للسنة المقبلة كي نكف عن التنكيل بي وكي تتوقف عن تعذيبي كما تفعل الان اختها التي ستغادرنا بعد أقل من شهر ر بلا رجعة. ولأني أحبكم فلن أخفي عنكم بعض بعض المعطيات القليلة التي توصلت بها من النجوم مباشرة في اللحظات التي كان فيها الجو صحوا ومن بينها أن رئيس بلدية اقا (وبعد أن رأى كثيرون ان البلدية غير شرعية وشكوا في الحمل والاولاد الذين انجبتهم من رحم الانتخابات الماضية) سيطرد كل نوابه لأسباب تختلط من فرد لاخر وسيستعين بخدماتي وسيعتمد علي في مشاريعه. كما قالت لي نجمة في السماء حين سألتها عن مصير النائب الاول للبلدية انها هي نفسها لم تفهم ما يدور في فلك هذا النائب فهو الذي يطالب بالشيء وعكسه في نفس الوقت وينادي بالاصلاحات وينفي الحاجة اليها في نفس الوقت وحين سمعتنا نجمة صغيرة كانت تستعد للنوم في سرير سحابة ضحكت كثيرا وغادرها النعاس وغمزت لصديقتها أن تغير موضوع النقاش لأن عائلة الفلك الكبيرة حسب رأيها لا تستطيع التنبؤ بما سيحدث في البلدية ووصفته بأنه عصي على الفهم وان الكواكب نفسها ورغم كبر حجمها تبدو عاجزة كلما لجأ اليها احد الفلكيين مستفسرا.
وفي الأخيرة توصلت الى معلومة واحدة تخص المولودين مثلي في برج العقرب تقول ان الذين يدخنون منهم لن ينقطعوا عن هذه العادة السيئة ومهما حاولوا سيفشلون في أمور الحب وفي لحظات ستبدوا لهم السعادة ممكنة بفضل انحسار الكسوف والخسوف وظهور مغناطيس القلب الجاذب للمشاعر لكن ذلك سيتكسر بسرعة على صخرة شهور الخريف وسيرجع الفشل العاطفي من جديد أما المال فهو قليل وما سيحصلون عليه سيبددونه في توافه الأمور وكما حدث في العام الماضي ويحدث الان سيحدث في السنة المقبلة وسيفشلون في كل شيء وفي كل التجارب التي سيخوضونها .
وفي النهاية لاتصدقوني ولا تيأسوا من رحمة الله حبسانه وتعالى فكما يقال كذب المنجمون ولو صدقوا وأنا كما تعرفون أقواهم وأخطرهم على الاطلاق.
بقلم البشير اوتشواشت