مرت 50 سنة على استقلال البدين الجارين المغرب و الجزائر ومازالت عقدة العداء مستحكمة بينهما مانعة اي تعاون اقتصادي بين دول المغرب العربي . بل ان خزانتي البلدين تدفعان سنويا ملايين الدولارات على تغذية حركة العداء بين الدولتين .انهار جدار برلين الذي قسم الالمانيتين وانهار جليد الحرب الباردة الذي قسم العالم الى راسمالي و اشتراكي .وانتهى الخلاف الحدودي بين السعودية و اليمن ولم يمنع التاريخي بين باكستان والهند من التعاون على حل المشكل الكشميري .... جميع الخلافات الدولية والنزاعات الحدودية وبؤر التوتر في العالم اما حلت في نصف القرن الماضي او جمدت فاسحة المجال للتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري .كل هذا حصل والحدود المغربية-الجزائرية مقفولة والحوار بين قادة البلدين معطل .مات هواري بومدين ومات الحسن الثاني وبقي ميراثهما عقبة امام اجيال فتحت اعينها على صراع لا تعرف اسراره ولاتفهم سبب استمراره .اذا كانت حرب الرمال عام 1963م قد خلفت شعورا ب(الحكرة) لدى الثوار الجزائريين فان حروب اكبر واطول كانت بين فرنسا والمانيا وبين امريكا واليابان والان تعيش هذه الدول جميعها علاقات ودية نموذجية .لقد قوبلت الدعوات المغربية العديدة لتطبيع العلاقات برفض جزائري متصلب .خرجت الجزائر من الحرب الاهلية مجروحة اكثر مما كانت .واعاد الجيش قبضته الحديدية على كل شيء في جمهورية بوتفليقة بعد اغتيال محمد بوضياف .واصبح كل حديث عن طي ملف الصحراء وتطبيع العلاقات مع الرباط بمثابة دليل على ضعف القيادة الجزائرية وتفكك نواتها الصلبة ..الجيش.. الرباط هي الاخرى ارتكبت اخطاء في ادارة الصراع مع الجزائر . تسرع المغرب في فرض التاشيرة على الجزائريين بعد احداث اطلس اسني سنة 1994م التي قتل فيها سياح اجانب في مراكش .واخطا عندما رفض تطبيع العلاقات ووضع نزاع الصحراء بين قوسين كما طلبت الجزائر في البداية. اليوم 80 مليون مغاربي معتقلون وراء الحدود لان قادة الماضي مازالوا يحكمون الحاضر .هذه هي القصة ببساطة
بقم البشير اوتشواشت